قال الله في محكم تنزيله: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً» صدق الله العظيم عن هذه الدنيا رحل عنا الرجل الكريم الخلوق الذي اتسم بالخصال الطيبة والشمائل الحميدة وزين السجايا. ذلك الشيخ الوقور الذي يستقبل مبتسماً بأريحية من طبعوا على الكرم.. مبتهجاً يفرح بطلب استمرار الزيارة والمواصلة أو تحديد موعد غداء أو عشاء للذين لم يرهم مدة طويلة وهذا من طيب كرمه وحسناته.. وكذلك من لطافته ووفائه يعامل من يعز عليه كأبنائه.. فلم تكن جمعة من أيام الأسبوع من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب إلاّ ويزوره في مجلسه العامر من بعض أهل محافظة عرقة، من كبار السن وصغارها، وبعض الأقرباء وكبار المسؤولين من رجال الأعمال وموظفي الدولة، وأحفاد أبنائه وبناته حفظهم الله.. لمكانته الغالية وحسن ذاته وطيب استقباله. من مميزاته وصفاته الحميدة حب الواجب بأن يتحامل على نفسه مشقة الاتصال بالزيارة الإنسانية بالأهل والأصدقاء والمعارف في الأفراح والأتراح.. من الدعوات الرسمية والزواج والمواساة.. رحمك الله أيها الشيخ محمد بن عبدالعزيز الرواف.. محافظ مركز عرقة. محمد بن عبدالعزيز الرواف - رحمه الله - صنع سيرة قويمة وذكرى طيبة لدى كل من عرفوه.. فقد كان يتبادل المحبة والرأي.. حكيم في عقله وسماته طيبة.. نبادله الاتصالات ويمنحنا الحب الصادق والاخاء الجميل، انتقل عنا ومازال حياً لم يمت بذكره الطيب.. كنت حتى آخر لحظة.. قبل وفاته بأربعة أيام بمنتصف ربيع الأول عند الاستفسار عن صحته، كان كعادته يطمئن الجميع بأنه بخير.. هذا هو خلقه وسلوكه.. لم يثنه كبر سنه عن بذل الجهد والسعي الدؤوب فيما يرجح كونه قدوة في حب الوطن والمليك.. وكان دائماً يتذكر سيرته في محبته لآل سعود، وهذا يدل على اخلاصه لوطنه والأسرة المالكة الكريمة، خاصة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ونائبه حفظهما الله.. ولتعاونهم ووقفاتهم الكريمة وكذلك السيرة الطيبة في الحديث عن الانتصارات المشرفة للمليك عبدالعزيز طيب الله ثراه. مازلت أذكره في كل لحظة.. وأزور قبره مترحماً قبل دخولي عرقة.. لمقابلة أبنائه وأفراد أسرته وذلك من فرط محبتي له وتقديري واحترامي.. حتى إني كلما ذكرت عرقة.. أجد نفسي متأملاً تلك الذكرى الطيبة فأدعو له مترحماً. مازال هذا الشيخ حياً.. في وجداننا. شخصيته وأناقته وأسلوبه الراقي.. يؤثرني كثيراً بتعامله معي كابن له ويقدمني لأصفيائه في الحفلات والعزائم ويكن لي مكانة عنده حتى إنه يوصي أبناءه عند كل دعوة لأكون مقدراً لديهم.. يوصي أبناءه للتأكيد بالاتصال المباشر بنا.. خوفاً من نسيان أبنائه الاتصال بنا.. وكل من يعرفه يشهد له على سماحة كرمه وحسن خلقه. ولله الحمد من قبل ومن بعد.. فقد ترك الفقيد ذرية صالحة من الأبناء والبنات وأحفادهما.. فأبناؤه ذوو خلق رفيع وكرم أصيل حيث كان الفقيد يعاملهم معاملة الأصفياء، وذلك دليل على أصالة فكره وحسن تدبيره ورجاحة أسلوبه التربوي القويم.. نسأل الله العلي القدير ان يثيبه أجزل الثواب وينزله منازل الصالحين.. ونأمل البركة في جميع أفراد أسرته يحملون نفحات هذه السيرة العطرة والمسيرة الطيبة.