حقيقةً لا أعلم حجم تدوير النفايات في بلادنا وأشك بوجود مصانع تقوم بعملية التدوير لمخلفات البلاستيك والزجاج والأقمشة والأخشاب والمطاط إنما الذي أعرفه إعادة تدوير أو تصنيع الحديد والورق فقط حيث ينشط نابشو النفايات لجمعهما ثم بيعهما على تلك المصانع، والتدوير هو عبارة عن إعادة تصنيع المواد المستخرجة من صناعات سابقة بغرض الحفاظ على البيئة من خلال التخلّص من النفايات التي يرميها الناس في براميل القمامة والاستفادة منها. السؤال هل كل ما يُعاد تدويره آمن بمعنى ألا توجد خطورة من أي نوع حين يُعاد استعمال مواد سبق تصنيعها وخصوصاً تلك التي تستخلص من النفايات الاليكترونية والبطّاريات المحتوية على تشكيلة من المواد السامّة كالرصاص والزئبق؟؟ إدوارد ايكلبرغ من كليّة الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن كان ضمن فريق درس جميع النفايات الاليكترونية ومعالجتها في الصين وقد قدّم الفريق نتائج دراسته إلى الصندوق العالمي لصون الطبيعة ، كتب ايكلبرغ مقالاً في مجلّة " البيئة والتنمية " عدد شهر سبتمبر 2009م حذر فيه من أن البلدان الغربية تميل لتصدير نفاياتها الاليكترونية إلى البلدان النامية حيث يتم تفكيكها بنفقات زهيدة مع عدم الاهتمام بالبيئة وصحّة الإنسان وأن 80% من نفايات التكنولوجيا المتقدّمة في العالم تُصدّر إلى آسيا يذهب 90% منها إلى الصين حيث يوجد مناطق الأكواخ وهي بمثابة مُدن نفايات يُمارس فيها نشاط تدوير غير رسمي وبالتالي غير مأمون وقد نشرت جامعة شنتو هُناك مجموعة من التقارير تُشير الى محتوى رصاصي عال في دماء المواليد الجدد وارتفاع معدلات الإجهاض ووجود ديوكسينات مُسببة للسرطان في الهواء. حسناً ما علاقتنا بهذا الموضوع ؟؟ يعنينا إغراق أسواقنا المحليّة بمنتجات متنوعة رخيصة الثمن تباع في محلاّت (أبو ريالين) وخصوصاً ألعاب الأطفال والإكسسوارات وبعض مواد الزينة والأقلام وغيرها جميعها مستوردة من آسيا وأشكّ أقول أشكّ بأنها قد مرّت بفحوصات إشعاعية أو ما يثبت خلوها من الرصاص وغيره من المواد السامّة ،أكثر من مرّة نوهت عن الشكوك حول هذه المنتجات لكن هذه المرّه أثار هلعي تقرير ايكلبرغ حين قرأتهُ في المجلة وقلت يا روح ما بعدك روح ... .