تعثرت مفاوضات بين رجال أعمال سعوديين وألمان لإقامة مشروع ضخم لإعادة تدوير الأدوات والأجهزة الكهربائية المنتهية الصلاحية والمزمع إقامته في جدةوالرياض . وكان وفد ألماني متخصص في مجال التقنية عرض على الغرفة التجارية بجدة في 18 من شهر نوفمبر الماضي ، إنشاء هذا المصنع لتدوير الأدوات والأجهزة الكهربائية المنتهية الصلاحية ، وإعادة تصنيعها بتكلفة تصل إلى (60) مليون يورو، وطلب الوفد شركاء سعوديين لإقامة المشروع في جدة أو الرياض مساهمة في حماية البيئة من الأضرار الناجمة عن تلك النفايات. وبحسب مصادر مطلعة في غرفة جدة أكدت أن المشروع توقف نتيجة عدم جدية بعض المستثمرين حيال المشروع ، وعدم توفر أراض صناعية لإقامة هذا المشروع ، وأن المفاوضات توقفت بعد 4 أشهر من زيارة الوفد الألماني لغرفة جدة في 18 من نوفمبر الماضي. من جانبهم قال خبراء اقتصاديون إن إنشاء مصانع متخصصة في التخلص من النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها وتحويلها إلى مواد خام يتم تصنيعها مرة أخرى لها جدوى اقتصادية. وعلق الخبير الاقتصادي سلطان القثمي قائلا "إن إنشاء مصانع متخصصة في التخلص من النفايات الإلكترونية مهم للغاية لإدراك أخطار النفايات الكهربائية والإلكترونية على صحة المستهلكين نظراً لارتباطها بصحة البيئة". وأضاف القثمي أن المملكة تنتج ما يقارب 3 ملايين طن سنويا من النفايات الإلكترونية كالتلفاز والثلاجات وأجهزة التسجيل، يتم التخلص منها بشكل عشوائي لعدم وجود شركات ومصانع تعيد تدويرها لتصبح صالحة للاستعمال مرة أخرى. ولفت إلى أن أضرار هذه النفايات لا ينتبه إليها المستهلك، والتي تزداد يوماً بعد يوم بسبب التطور التكنولوجي والذي تتسابق إليه الدول ، فالولايات المتحدة على سبيل المثال تتخلص من 30 مليون جهاز كمبيوتر سنوياً وأوروبا تتخلص من 100 مليون هاتف نقال سنوياً. وطالب المهندس سالم الشهراني المتخصص في الهندسة الكهربائية، بدعم المشاريع المختصة في هذا المجال ولاسيما أن كثيرا من دول العالم بدأت بالاهتمام بمثل هذه المشاريع لما لها من فائدة على الاقتصاد المحلي وتدر مداخيل مالية جيدة، وعدم الاكتفاء بالاستيراد من الخارج، وتحويل هذه النفايات إلى مواد خام يمكن الاستفادة منها في أكثر من مجال ولاسيما أن هذه المواد" شهدت ارتفاعا في أسعارها خلال العامين الماضيين بأكثر من 100 %. وقدمت مجموعة شركات (هلمان) للنقل والشحن عبر ممثلتها ريناتا أوجوستيناك عرضاً يتمثل في إقامة مصنع لتدوير الأجهزة والأدوات الكهربائية المعطلة أوالتي انتهت صلاحيتها، مشيرة الى أنه في حال إتمام المشروع سيكون الأول من نوعه في العالم بالتقنية الجديدة التي تسمح بتحويل جميع المخلفات الكهربائية إلى مواد خام يتم تصنيعها مرة أخرى، كما سيكون الأول في المنطقة العربية وبالشرق الأوسط.جدير بالذكر ان النفايات الإلكترونية تعرف على أنها المواد الموجودة في الأجهزة الإلكترونية التي انتهى عمرها الافتراضي؛ لأن مكوناتها تحتوي على الرصاص والزئبق وبعض المواد السامة، وعندما يُطلق مصطلح النفايات الإلكترونية فإن الدائرة تتسع لتشمل أدوات وأجهزة كثيرة."