كشفت شركة جونز لانج لاسال، وهي شركة خدمات عالمية رائدة للاستشارات وإدارة العقارات وأكبر شركة من نوعها في الشرق الأوسط، عن توقعات المستثمرين بتحقيق قطاع العقارات في المملكة العربية السعودية مكاسب تصل نسبتها إلى 10% خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، وهو ما يتجاوز بكثير نسب النمو المتوقعة في قطاع العقارات في أسواق الشرق الأوسط الأخرى. وأوضحت دراسة أجرتها الشركة مؤخراً بشأن ميول المستثمرين توقعهم بأن يحقق سوق العقارات في السعودية أقوى أداء بين أسواق الشرق الأوسط خلال الأشهر 12 إلى 24 المقبلة حيث أعرب 40% من المستثمرين المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن سوق العقارات السعودي بدأ بالانتعاش. كما أوضح 40% آخرون أنهم يتوقعون انتعاشاً كاملاً للسوق بنهاية العام. وتعليقاً على نتائج الدراسة قال جون هاريس، رئيس فرع المملكة العربية السعودية في شركة جونز لانج لاسال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "إن التقرير يظهر تمتع السوق السعودي بقدر أكبر من النضوج والاستقرار مقارنة مع الأسواق الأخرى في المنطقة. وشدد على الدور الايجابي الذي تلعبه الحكومة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي بصفته أحد أهم أسباب عودة ثقة المستثمرين في أداء سوق العقارات السعودي. ومع زيادة عدد المستثمرين من داخل المملكة العربية السعودية فإنه من المرجح استمرار هذا التوجه. والمعروف أن سكان السعودية كانوا دائما المهيمنين على السوق، ولكن أظهروا في الأشهر الأخيرة شهية قوية للأصول المحلية في وقت يشهد فيه العالم حالة من عدم الاستقرار". وتقول جونز لانج لاسال في تقريرها الذي يحمل عنوان "ميول واتجاهات المستثمرين العقاريين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" ان المستثمرين يقرون بالأهمية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية ولكنهم يجدون صعوبة في تحديد فرص تحقق لهم العوائد التي يتوقعونها. فبينما يتوقع المستثمرون المستطلعة آراؤهم عائدات تتجاوز 12 بالمئة ظهر في العام الأخير انخفاض في العائد الأولي إلى ما دون 10 بالمئة نتيجة للعرض المحدود للأصول من الفئة القابلة للاستثمار. ورغم ذلك يظل عدد المشترين للأصول القابلة للاستثمار أكبر من عدد البائعين لها في المملكة مما يبقي الطلب مرتفعاً. وبين التقرير أيضاً أن المستثمرين يبحثون عن فرص في السعودية بعيداً عن المدن التقليدية مثل جدة والرياض وذلك بالاتجاه إلى المنطقة الشرقية (حيث يوجد هناك اهتمام بتطوير عقاري للاستخدامات المختلفة على طول الساحل) وكذلك في المدن المقدسة مكة والمدينة. وقال أندرو شارلزورث، رئيس إدارة أسواق رأس المال في جونز لانج لاسال الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يبدو أن هناك عاملين رئيسيين يحددان التوقعات، حيث يركز المستثمرون على الأسواق ذات مؤشرات الطلب القوي (التي يحددها السكان المحليون) والأسواق ذات محركات النمو الاقتصادي الأساسية (مثل النفط والغاز) حيث تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة في المنطقة التي توفر هذين العاملين". ويشير التقرير إلى زيادة كبيرة في نسبة المستثمرين الذين يعتقدون أن سوق العقارات السعودي سيحقق أقوى أداء بين الأسواق، ففي أكتوبر من عام 2009م حصلت كل من السعودية وأبو ظبي على النسبة ذاتها 26% ولكن النسبة ارتفعت لدى السعودية إلى 30% وتراجعت أبو ظبي إلى المرتبة الثانية بنسبة 25% تليها مصر في المرتبة الثالثة بنسبة 13%. وشملت الدراسة الرابعة التي أجرتها جونز لانج لاسال لميول المستثمرين آراء أكثر من 100 مستثمر من بينها شركات استثمارية وصناديق ثروة سيادية وبنوك استثمارية وشركات استثمار خاصة ومستثمرين كبار.