انفض سامر منافسات الأندية داخلياً وخارجياً ولم يعد لنا إلا التفرغ لمتابعة أحوال منتخبنا الوطني الذي يعيش حالياً مرحلة ينبغي أن تكون انتقالية في تاريخه، إذ يفترض أن يتم التأريخ لهذه الحقبة بمعزل عن الحقب الماضية لاسيما الحقبة ما بين 1993 و2009، وهي الحقبة التي انتقل فيها منتخبنا للعالمية ببلوغه المونديال أربع مرات متتالية بعد ان حفظ طريقها عن ظهر قلب، قبل أن يفقد بوصلته في الطريق لمونديال جنوب أفريقيا. أنا وكثيرون معي -هكذا أعتقد- كنا نمني النفس بأن تكون أول خطوة لفريق عمل تطوير المنتخبات السعودية والذي تشكل في أعقاب السقوط المدوي في الطريق لمونديال جنوب افريقيا بأن تكون بإعفاء المدرب بسيرو والتعاقد مع مدرب ذي مكانة كبيرة في بورصة المدربين العالمية، إن على مستوى التاريخ أو على الأقل على مستوى الاسم، وثمة فرق كبير بين الاثنتين؛ ولم يكن ذلك بالضرورة قناعة في فشل بسيرو، بقدر ما أن وجوده بات يرسخ في الذاكرة عقدة الفشل في تصفيات المونديال، إن لدى اللاعبين أو الشارع السعودي؛ لكن تم الإبقاء عليه، أما لماذا فهو ما لا أحد يعرفه إلا المعنيون بالقرار، فحتى أعضاء الفريق لم يخرج علينا أحد منهم ليقنعنا بالسبب، إذ تم الأمر على طريقة سكتم بكتم. أما وقد خرج القرار وبقي بسيرو فلم يعد من بد سوى التعامل معه على الأقل تحت سياسة الأمر الواقع؛ لكن هل ينبغي علينا تحت هذه السياسة السكوت عن كل ما يقوم به المدرب البرتغالي، إن كنا سنفعل ذلك فانتظروا مأساة بل مآسى جديدة في انتظار (الأخضر). قبل تصفيات المونديال ثمة من دعانا كإعلاميين لدعم المنتخب ولو بالصمت، نعم هكذا قيل لنا، وللأسف فإن ثمة زملاء تجاوبوا مع هكذا طرح، بل إن البعض منهم ظل يختلق التبريرات نيابة عن اتحاد الكرة، فحولوا الصحافة من سلطة بضم السين وتسكين اللام إلى سلطة بفتح السين واللام معاً، فكان طبيعياً أن تحل الكارثة. واستمرار الصمت اليوم سيزيد من المأساة إذ لا بد من الكلام؛ خصوصاً وأن ثمة قناعات تحتاج إلى تبرير مقنع، وتضارب في الخيارات يزيد سماء (الأخضر) ضبابية، فإن يبرر عدم اختيار نور والشلهوب وهما من نجوم الموسم بأنهما يقدمان لنادييهما أكثر مما يقدمانه للمنتخب، أمر لم يقنع أحداً، وأن يرمي اتحاد الكرة قرار المشاركة في (خليجي 20) سواء بالمنتخب الأولمبي أو المنتخب الأول في ملعب بسيرو، في وقت يخرج فيه الأخير عبر حوار ليؤكد فيه بأنه لا يدري إن كان سيشارك بالمنتخب الأولمبي ام لا، فإن ذلك يوحي بأحد أمرين فإما أن الشفافية غائبة، او أن الارتباك في القرار هو سيد الموقف، وعليه فإن مسيري المنتخب مطالبون بإجلاء الصورة فلم يعد الأمر يحتمل أي أخطاء في المرحلة المقبلة، التي هي –بالطبع- أخطر من مرحلة عدم التأهل للمونديال، فهل ندرك ذلك؟!