رد المخرج الروسي المولود في موسكو نيكيتا ميخالكوف يوم السبت على نقاد فيلمه او بالأحرى ملحمته الحربية التي تكلف انتاجها أربعين مليون دولار "المنهكون من الشمس الجزء الثاني: الإرهاص" ونفى المزاعم التي ترددت بأنه أساء استغلال مكانته كواحد من كبار صناع السينما في روسيا. وجاء رد ميخالكوف قاسيا على منتقديه عندما قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمناسبة عرض فيلمه في مهرجان كان :" لا تهمني حياة الآخرين". وقال المخرج البالغ من العمر 64 عاما:" إن منتقدي يستطيعون التنديد بي .. لكنهم لا يمنحونني الفرصة للرد". كان النقاد اتهموا ميخالكوف بتوطيد علاقاته بالكرملين وهاجموه لدوره كرئيس نقابة المصورين السينمائيين. كان ميخالكوف أخرج فيلما وثائقيا قبل ثلاث سنوات عن الاحتفال بعيد ميلاد رئيس البلاد آنذاك ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين ، الخامس والخمسين. كان من بين الانتقادات الموجهة للرجل ، توقيع 87 عضوا من أعضاء النقابة التي يرأسها على خطاب يعلنون فيه أنهم يخططون لإلغاء عضويتهم. لكن ميخالكوف يقول إن ثلاثين ممن يعتزمون الخروج من النقابة ليسوا أعضاء في النقابة من الأساس، واثنان يعيشان في بلدان أخرى وثلاثين لم يسددوا رسوم العضوية منذ فترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات. وقال إن عدد من يحق لهم إعلان انهاء عضويتهم لا يتجاوز أربعة أشخاص. وتزايدت الانتقادات الموجهة لميخالكوف في روسيا نتيجة العوائد المتواضعة التي حققها فيلمه "المنهكون من الشمس الجزء الثاني: الإرهاص" والذي يجري عرضه في روسيا بالفعل وفي عدد من البلدان الأخرى. ويلعب ميخالكوف دور الجنرال البطل في الفيلم والذي يتمكن من الفرار من الخطوط الأمامية للجيش الروسي ويفلت في الوقت نفسه من عقاب نظام ستالين. وتدور في قلب أحداث الملحمة الحربية تلك قصة حب بين الجنرال وابنته لكن الصلة بينهما تنقطع نتيجة حالة الفوضى التي تجتاح البلاد بعد غزو جيوش النازي لروسيا. وكان ميخالكوف يريد أيضا تصوير المعاناة والحرمان اللذين عاشتهما القوات الروسية خلال الحرب. "المنهكون من الشمس الجزء الثاني: الإرهاص" والذي جرى تصويره في ثماني سنوات، هو الجزء الثاني من ثلاثية عن الحرب العالمية الثانية. يحكي الجزء الثاني منها قصة تقهقر الروس أمام الهجوم الألماني، وجرى اختصار هذا الجزء من الفيلم الذي كانت مدة عرضه الأصلية تبلغ ثلاث ساعات كاملة إلى ساعتين ونصف الساعة قبل عرضه دوليا. يأتي عرض الجزء الثاني بعد 16 عاما من عرض الجزء الأول الذي فاز ميخالكوف بالأوسكار عنه. وتعد ميزانية العمل استثنائية بالنسبة لصناعة السينما الروسية ، حيث ساهمت الحكومة الروسية في إنتاج العمل. بيد أن ميخالكوف قال إن الحكومة الروسية لم تسهم سوى بمليون دولار لكل جزء من الجزئين الأول والثاني، وأشار إلى أن باقي تكاليف الانتاج تم جمعها من جهات خاصة. وقال "ينبغي أن يسعد نقاد السينما بأننا تمكنا من انتاج عمل فني بميزانية ضخمة". وأضاف "أشعر بالسعادة للحصول على مثل هذه الميزانية الهائلة في ظل هذه الظروف". وقال إن جمع التمويل من جهات ومصادر خاصة دون اللجوء للحكومة هو السبيل الذي ينبغي الاعتماد عليه "هكذا يبني المرء صناعة سينما".