إخراج: سيرغاي لوزنيتسا - تمثيل: فكتور نيمتس، أولغا شوفالوفا هذا الفيلم الأوكراني، وهو الأول الطويل من هذا البلد الذي عرض في مهرجان «كان» منذ عقود، هو عمل من الغريب أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الدورة الأخيرة للمهرجان لم تتنبه اليه... وبالتالي لم يذكر بكلمة في حفل توزيع الجوائز مع انه شكّل مفاجأة ايجابية حقيقية حين عرضه. الفيلم من إنتاج ألماني وتدور أحداثه بين أوكرانيا وروسيا، من خلال شاحنة يقودها موصل بضائع متجول، تضيع به الطريق بين الغابات بعدما وقبلما يصادف كل أنواع البشر وكل أنواع الشرور. حتى يستقر به الأمر عند عالم غريب يبدو طالعاً من قرون ساحقة، شعاره الأساس: ليس ثمة وازع أخلاقي أمام الشر حين يكون الإنسان جائعاً. انها شريعة الغاب: فإما أن تكون قاتلاً، وإما ان تكون قتيلاً. } «حياتنا» إخراج: دانيال لوكيتي - تمثيل: ايليو جرمانو، راؤول بافا من يفاجأ بأن هذا الفيلم يبدو للوهلة الأولى وكأنه فيلم لناني موريتي، ستزول مفاجأته حين يعرف أن مخرجه عمل مساعداً لموريتي سنوات طويلة، وشاركه في كتابة بعض سيناريواته، قبل أن ينطلق مخرجاً طليعياً. في هذا الفيلم الذي نال عنه بطله، جرمانو، جائزة أفضل تمثيل رجالي في «كان» - شراكة مع خافيير بارديم عن فيلم «بيوتيفيل» - يقدم المخرج حكاية تنتمي الى نوع معاصر من الواقعية الجديدة: عامل بناء شاب يعيش ويعمل في ضاحية لروما. حياته عمل وسعادة مع زوجة ينتظر الآن ان تنجب له طفلهما الثالث. غير ان حادثاً - لن نكشف تفاصيله هنا - يدخل فجأة حياة العامل ليوقف سعادته محدثاً اهتزازاً كبيراً في هدوء حياته. ورداً على هذا، وفي محاولة لمواصلة العيش ها هو العامل الشاب يجد نفسه الآن مرغماً على خوض نضال لا يرحم، وليس فقط ضد الظلم الاجتماعي الذي تعرض له. } «الشمس السراب 2 - الخروج» اخراج: نيكيتا ميخالكوف - تمثيل: نيكيتا ميخالكوف، أوليغ منشيكوف في هذاا لفيلم الذي عرض في اليوم الأخير لمهرجان «كان» ولم يحقق أي فوز في المسابقة الرسمية، يعود مخرجه الذي يعتبر اليوم عميد السينمائيين الروس - بما في هذا اللقب من محاسن ومساوئ - الى بطل فيلمه الأسبق «الشمس السراب» الجنرال كوتوف، الذي كان اعتقل عند نهاية ذلك الفيلم بأمر من ستالين مع انه بطل وطني، ليقدمه لنا أول اندلاع الحرب العالمية الثانية سجيناً يحرر كي يخوض الحرب جندياً عادياً. والفيلم الملحمي يتابع خوض كوتوف الحرب من ناحية، ومحاولته البحث عن ابنته الحبيبة من ناحية أخرى. أما عند المستوى الثالث فيقدم لنا الفيلم مسؤول أجهزة الاستخبارات وهو يستطلع سجل كوتوف وما آل اليه مصيره خلال القتال وتطورات بحثه عن ابنته وغضب ستالين عليه. نذكر للمناسبة أن ثمة جزءاً ثالثاً سيعرض في الخريف المقبل ليجعل من سلسلة «الشمس السراب» ثلاثية ملحمية. } «هيجان» اخراج: تاكيشي كيتانو - تمثيل: تاكيشي كيتانو، كيباي شينا لم يثر فيلم في «كان» هذا العام، غضب المتفرجين لا سيما النقاد منهم، قدر ما فعل هذا الفيلم الذي كان منتظراً أكثر من غيره. إذ هذه المرة لم يتمكن كيتانو، الذي كانت كل أفلامه السابقة - بما فيها أفلامه عن المافيا والعصابات - مطبوعة بلمسات انسانية واضحة، لم يتمكن من الإبقاء لا على هذه اللمسة ولا على أي منطق. فأتى الفيلم - الذي تساءل كثر كيف دخل المسابقة الرسمية - عبارة عن سلسلة من التفجيرات والاغتيالات والخيانات وصراع العصابات، بحيث لم تكن تمر دقيقة من زمن الفيلم إلا وتسيل أنهر من الدماء وتنطلق رصاصات الرشاشات ويقع الرجال، والنساء، صرعى من دون تمهيد مقنع. مجرد أفعال وردود أفعال، خيانات وانتقامات، قتل وجرحى، في شكل لا سابق له. هذا الفيلم لا شك في أنه سيكون قادراً على اجتذاب جمهور يقصد عادة أفلام ستالوني وشوارتزنيغر، ولكنه أبداً لن يجتذب الجمهور الذي اعتاد متابعة سينما كيتانو.