اخراج: مايك لي - تمثيل: جيم برودبنت، لسلي مانفيل منذ زمن بعيد، يصنع المخرج الانكليزي مايك لي أفلامه من مشاهد من الحياة، تلعب فيها العلاقات والخيبة والأشياء العادية الأخرى دوراً أساسياً. وهذه الكيمياء نجحت معه كثيراً، لا سيما في المهرجانات حيث اعتاد ألا يشارك في مهرجان إلا ويخرج بجائزة أساسية. ومن هنا استغرب كثر أن يكون محكمو الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» قد مرّوا أمام جديده «عام آخر» مرور الكرام ولم يلاحظوه على رغم انه كان منذ بداية الفيلم الأكثر ترجيحاً للسعفة الذهبية من قبل النقاد والمتفرجين. في «عام آخر» يقدم لنا لي، بعض حياة مجتمع اليوم الانكليزي من حول عائلة وعانس وجنازة وفصول متعاقبة واسئلة الفرد الذي لا يزال قادراً على مقاومة تشييئه في عالم لا يرحم. في اختصار قدم لي هنا أروع أعماله منذ سنوات وفي لغة قاسية، حنون، طيبة ماكرة في الوقت نفسه. } «هيجان غاضب» اخراج: تا كيشي كيتانو - تمثيل كيتانو، يوشينوري أوتا كان هذا الفيلم الآتي من اليابان، أحد أكبر الخيبات في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان»... وذلك بقدر ما كان الرهان عليه كبيراً، قبل عرضه. ولكن إذا كان النقاد في مجملهم رفضوه، لا بد لنا أن نرصد الآن كيف ستكون، خلال المرحلة المقبلة، ردود فعل الجمهور العريض عليه. ذلك ان «هيجان غاضب» على رغم تهافت موضوعه (سلسلة عمليات خيانة وانتقام بين المافيات اليابانية) يبدو مليئاً، بكل ما لذّ وطاب من مطاردات وجرائم ودماء وضربات، فوق الحزام وتحته، وغراميات وخيانات، وانتقامات تظل تملأ الشاشة حتى اللحظات الأخيرة، بشكل قد يبدو مجانياً لكل ذي عقل سليم، لكنه يحمل مغرياته لجمهور اليوم... بكل تأكيد. } «الشمس الخادعة 2 - الخروج» اخراج: نيكيتا ميخالكوف - تمثيل: نيكيتا ميخالكوف، أوليغ منشيكوف قبل أعوام كان المخرج الروسي ميخالكوف قد فاجأ مهرجان «كان» بعد غياب طويل، بفيلم توّج بجائزة كبيرة - ثم بالكثير من الجوائز الأخرى - حول جنرال في جيش ستالين انتهى أمره الى المحاكمة والسجن. واليوم في جديده هذا، والذي يشكل جزءاً ثانياً من الفيلم السابق نفسه (الذي سيكتمل بثالث خلال الأسابيع المقبلة) يحكي لنا ميخالكوف حكاية الضابط وقد اخرج من السجن حين اندلعت الحرب العالمية الثانية، ليخوضها كمجند، في الوقت نفسه الذي نجده فيه يبحث عن ابنته التي أصبحت الآن شابة وتعمل مع الصليب الأحمر، وتسعى هي الأخرى للعثور على أبيها وسط مجازر الحرب ودمارها. ملحمة انسانية كبيرة فيلم ميخالكوف الجديد هذا... وليعذرنا كل أولئك السينمائيين الروس الذين يعارضونه في بلاده آخذين عليه صداقته مع بوتين، رئيس الحكومة! } «بيو تيفول» اخراج: اليخاندرو اينياريتو - تمثيل: خافيير بارديم هناك دائماً حكاية تفتن المخرجين الجديين من ذوي النزعة الإنسانية: حكاية رجل يعيش أيامه الأخيرة ويحاول أن يرتب موته. اينياريتو (صاحب «بابل» و «21 غرام») يدخل بفيلمه الجديد، نادي هؤلاء المخرجين. فبطل فيلمه رجل يعيش حياته كيفما اتفق لكنه الآن يعيش موته في شكل أكثر حناناً وانتظاماً. غير ان الأمور ليست لا بهذه الحميمية ولا بهذه البساطة. فالرجل الذي يعيش في برشلونة... هو من الحثالة، يمتهن الكثير من مهن العالم السفلي ويشارك في تهريب العمال ويعيش مطلقاً مع ولدين. ويتجول يومياً بين عوالم متنوعة وعوالمه الخاصة. أما كاميرا المخرج المبدع فتلتقطه خلال جولاته وآلامه واخفاقاته و «جرائمه» ولحظات حنانه، لتقدم، وسط مواضيع سياسية واجتماعية عدة، مرافعة تقف الى جانب الإنسان... الإنسان على رغم كل شيء.