يفتتح وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف اليوم بالرياض فعاليات مؤتمر يورومني السعودية 2010 الذي ينطلق وسط أجواء من الاضطرابات الاقتصادية العالمية الناجمة عن أزمة اليونان المالية. وأوضح ريتشارد بانكس مدير مؤتمر يورومني السعودية أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع فترة حرجة وحاسمة، فبينما بدأ الاقتصاد العالمي في وقت سابق من هذا العام بالسير نحو التعافي من الأزمة التي عصفت به، فقد برهنت الأحداث الحالية مدى هشاشة عملية تعافيه، وفي هذا الخصوص، سيتيح المؤتمر المجال لأكثر من 1200 شخصية اعتبارية من مجتمع المال والأعمال ومن كلا القطاعين العام والخاص إقليمياً وعالمياً، ويحظى بالشراكة الرسمية مع وزارة المالية لمناقشة تأثيرات التغيرات الاقتصادية المرتقبة على اقتصاد المنطقة للسنة الخامسة على التوالي، حيث سيفتح نافذة على المشهد المالي الذي يميز عالم اليوم، والموقع الذي تحتله المملكة على المسرح الدولي. وحول مشهد الاقتصاد السعودي في المرحلة القادمة قال بانكس أنه بالرغم من هبوط إنتاج المملكة من النفط، إلا أنه كان أفضل من المتوقع، مما سمح للناتج المحلي بالنمو البسيط. وأشار بانكس إلى أنه مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي سيزداد الطلب على خدمات الطاقة مرة أخرى خلال الفترة القادمة، وخاصة من قبل بلدان القارة الآسيوية، وفي هذا الخصوص تفيد توقعات إدارة المعلومات العالمية أن الاستهلاك العالم اليومي من النفط مرشح للنمو ليصل إلى 85.2 مليون برميل يومياً خلال العام الحالي. وبين بانكس أنه لا شك أن هذه الحقائق تبث التفاؤل في المجتمع السعودي، ولكن من الضروري العمل على تحقيق اقتصاد مستقر ومتوازن، ومن الجيد رؤية العديد من المؤشرات التي تدل على تقدم المملكة في الاتجاه الصحيح نحو استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية الخاصة في مختلف القطاعات، مما سيضمن خفض الاعتماد المفرط على النفط. وأردف أنه إذا ما تأملنا حقيقة الأمر، فإن الفرص الاستثمارية المباشرة مرشحة للنمو خلال العام 2010م، بعكس ما كانت عليه في العام الماضي الذي شهد إحجام البنوك عن إقراض المشاريع في منطقة الخليج العربي بشكل عام. ويرى بانكس، أن المملكة بحاجة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية الخاصة في العديد من القطاعات المختلفة إذا أرادت الارتقاء بالاقتصاد وخفض الاعتماد على النفط، مضيفا "المؤتمر اليوم سيقدم رؤية استراتيجية لقطاعات الاقتصاد السعودي الرئيسية، وعلاقاتها بدول العالم، كما أنه سيعمل على إبراز المسارات النشطة بالسوق السعودية والتي تحمل فرصاً استثمارية واعدة، هذا الاتجاه التصاعدي يأتي في وقت تجتهد فيه المملكة التي تعتلي قائمة الدول المصدرة للنفط في العالم لجذب المزيد من الأموال إلى سوق الأسهم". وسيشهد المؤتمر مشاركة عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، بالإضافة إلى الدكتور محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، والدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، ومحمد الخراشي محافظ المؤسسة العامة للتقاعد، وصاحب السمو الملكي الأمير جويلوم ولي عهد دوقية لوكسمبورج.