برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية يضع صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم الحجر الأساس لعدد من المعالم السياحية الأثرية بمحافظة الاحساء والتأسيس لتطوير وسط مدينة الهفوف، كما يدشن سموه اليوم سوق القيصرية التاريخي. وقال أمين محافظة الأحساء وعضو مجلس التنمية السياحية م.فهد بن محمد الجبير في حديث ل"الرياض" إن المشروعات الجديدة في المحافظة تجسد مسؤوليات الأمانة في دعم حركة التنمية سياحياً، بأسلوب يعتمد على الحفاظ على جميع العناصر التي كانت تمتاز بها المحافظة قبل أكثر من نصف قرن، مشيراً إلى أهمية تحقيق التكامل والارتباط بين المنطقة التاريخية ومحيطها العمراني، وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي وتسويقها كمنتج سياحي مميز محلياً وعالمياً. نسعى للتسجيل في قائمة التراث العالمي باليونسكو والحفاظ على جميع العناصر التاريخية وأضاف أن المشروعات الجديدة تهدف إلى العمل على تلبية متطلبات تسجيل مركز مدينة الهفوف التاريخي على قائمة التراث العالمي باليونسكو، والوصول بها لأن تصبح نموذجاً للمحافظة على مثيلاتها من مدن المملكة الأخرى، وإحياء الحرف والصناعات التقليدية، والتراث غير المادي الذي كان سائد بالمنطقة، وتوظيفه اقتصادياً، وتشجيع المستثمرين على الاستثمار في الممتلكات الحالية، وفيما يلي نص الحوار: رعاية كريمة *يضع سمو الأمير جلوي بن مساعد وسمو الأمير سلطان بن سلمان هذا اليوم الحجر الأساس لتطوير منطقة وسط الهفوف، هل لك أن تسلط الضوء على أبرز ما سيتم من أعمال؟ - في البداية لابد من توجيه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز على ما تلقاه أمانة الأحساء من دعم كبير لكل مشاريعها، وتشجيعه اللامحدود للمضي في الارتقاء بمستوى الخدمات في المحافظة، كما أوجه الشكر لسمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان سلمان على تفضلهما بوضع حجر الأساس لهذا المشروع الحيوي والمهم، وأود أن أشير إلى أن إطلاق الأمانة مشروع تطوير وسط مدينة الهفوف التاريخي، يأتي من منطلق مسؤولياتها كونها قائدة لحركة التنمية، فانتهجت أسلوباً محدداً بما يحافظ على جميع العناصر التي كانت هذه المنطقة غنية بها، وهي بذلك تستعيد شخصيتها التي كانت عليه قبل أكثر من نصف قرن، كما أنه يقضي على المسار الخاطئ الذي كانت تسير عليه، والتي غزت فيه المباني الحديثة كل المنطقة، ويعتمد المشروع على إعادة الترابط الحضري لكل العناصر التاريخية، التي يكتظ بها المكان وكأنه ينتقل من يزور المنطقة التاريخية عبر متحف مفتوح، فمسجد الجبري الذي يعود بناءه لأكثر من ستة قرون إلى مباني القرن السادس عشر التي تتجمع داخل وحول قصر إبراهيم، ومن ثم إلى سوق القيصرية والمدرسة الأولى التي أنشأها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وإعادة تنظيم الحركة داخل المدينة القديمة، وإعادة استخدام بعض المباني التاريخية للاستفادة منها سياحياً واقتصادياً، بالإضافة إلى إقامة بعض الفنادق، ومركز للمؤتمرات مع إحياء منطقة الحرف اليدوية. م.الجبير يتحدث للزميل المحيسن تطوير تسع مناطق في المنطقة *ما أبرز الملامح العامة للمشروع، وهل سيتم استحداث مبان في وسط منطقة وسط الهفوف؟ - قدمت الدراسة التي أعدت العديد من المقترحات التي حتماً ستحدث قفزة في حالة تنفيذها، وأبرز ما تضمنته الدراسة هو تحويل قصر إبراهيم إلى متحف، وهذا بالطبع يكون من اختصاص هيئة السياحة، فهي التي ستقرر هذا، وإعادة توظيف المدرسة الأولى بالإحساء وتحويلها إلى مركز للتدريب على الفنون والحرف التقليدية، وإعادة إحياء سكة آل أبي بكر إلى سابق عهدها عن طريق الدمج بين المعالم الأثرية الموجودة بها، وجعلها مركزاً ثقافياً تعليمياً، كما أوصت الدراسة بتطوير تسع مناطق من ضمنها منطقة وسط الهفوف التاريخية، وهي: الربط بين قصر إبراهيم، وحي الكوت، ومنها إلى سوق القيصرية، والمدرسة الأولى وكذلك المنطقة لمقابلة للقيصرية، وشارع الحدادين، والمربع المجاور للمدرسة الأولى، وميدان البيعة، والمسار الثقافي بالكوت، وسوق السويق. تطوير تسعة مواقع جديدة منها قصر إبراهيم وحي الكوت والمدرسة الأولى وشارع الحدادين وميدان البيعة وسوق «السويق» الغاية من المشروع *ما الهدف من هذا المشروع برمته؟ - تحقيق التكامل والارتباط بين المنطقة التاريخية ومحيطها العمراني، وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي وتسويقها كمنتج سياحي مميز محلياً وعالمياً، كما أنها في الوقت ذاته تهدف إلى العمل على تلبية متطلبات تسجيل مركز مدينة الهفوف التاريخي على قائمة التراث العالمي باليونسكو، والوصول بها لأن تصبح نموذجاً للمحافظة على مثيلاتها من مدن المملكة الأخرى، وإحياء الحرف والصناعات التقليدية، والتراث غير المادي الذي كان سائد بالمنطقة، وتوظيفه اقتصادياً، وتشجيع المستثمرين على الاستثمار في الممتلكات الحالية. مشاريع ب50 مليوناً *ما مدى انعكاس مثل هذا المشروع على حركة التنمية الاقتصادية والسياحية للمحافظة؟ - بلا شك المشروع سيكون له أثر بالغ كونه سيعيد تشكيل خارطة السياحة في الإحساء، وهو بلا شك سيسهم في زيادة عدد السياح، وستقوم الأمانة بتقليص حركة السيارات لتعطي الثقل لهذه المحافظة، وقد وضعت اللوائح المنظمة لها، بحيث يسير الجميع بذات الأسلوب في البناء، وبلغ ما أنفقته الأمانة من مشاريع في وسط الهفوف حتى الآن نحو 50 مليون ريال. سوق القيصرية قبل 1935م افتتاح سوق القيصرية *كما هو معلوم فإن هذا اليوم سيشهد كذلك افتتاح سوق القيصرية في حلته الجديدة، نود أن تعطينا إطلالة على القيصرية الجديدة. - يعد سوق القيصرية بالأحساء من أقدم الأسواق المنظمة والتي أنشئت كأسواق في الأصل، ويقارب عمره حوالي ستمائة سنة، وكان يشكل مركزاً تجارياً مهماً على ساحل الخليج، وكان يشكل مع ميناء العقير ثقلاً اقتصادياً هيمن على المنطقة وما جاورها لسنين طويلة، واستقطب السوق طوال تاريخه أرباب المهن والحرف المختلفة وزبائنهم، بجانب باعة السلع المختلفة مثل: العطارين "الحواويج"، والفخارين، وحائكي البشوت والعبايات، والقفاصين، والخرازين، والصفارين، والحدادين، وباعة الثياب، والنسيج. وأود أن أشير إلى أن إعادة بناء السوق بالحجر بدلاً من "حصى الربا" والطين يعد أمراً تطويرياً لم يخرج عن نفس الأسلوب الأصلي للسوق، حيث تم إجراء اختبارات الضغط Comprission Test واختبارات امتصاص الماء Water Absorption Test للعديد من العينات إلى أن تم الحصول على الصخر المناسب من موقع يبعد حوالي 70 كلم غرب الهفوف، وكسيت الجدران بطبقة من "الجص"، أما الأسقف فبنيت من جذوع "الدنكل" و"البواري" و"الحصيرة المحلية" فوقها طبقة من الطين، ويتكون المشروع من إنشاء محلات السوق بالكامل وعددها 422 محل، بالإضافة إلى مسجد، وبعض المرافق ومساحته 6552م، وعدد المحلات المملوكة للمواطنين 291 محل تعادل 60.9% من إجمالي مساحة الموقع، فيما يبلغ عدد المحلات المملوكة للأمانة 177 محلاً تعادل 39.1% من إجمالي مساحة الموقع. الأثر السياحي والاقتصادي *ما الأثر السياحي والاقتصادي للقيصرية في إنعاش منطقة وسط الهفوف؟ - القيصرية تعد أهم عناصر وسط الهفوف وسيكون لها أثر كبير بحكم ثقلها الاقتصادي المعروف في تاريخ الأحساء، فهي ساهمت بكل وضوح في جذب الحركة الاقتصادية، كما أن هذا السوق كانت له قيمته ليس لسكان الأحساء وحسب وإنما حتى الخليج كذلك، فسمعته وتصميمه ونمطه المعماري الذي حافظت عليه الأمانة بكل أبعاده، كل هذا سيكون عناصر جذب للمتسوقين والسياح وهذا كله يؤكد على أهمية السوق. جائزة التراث العمراني *اختار سمو رئيس هيئة السياحة مقر أمانة الأحساء لتحتضن الحفل الختامي لجائزة سموه للتراث العمراني الذي ستقام هذه الليلة، فكيف تنظرون لهذا الاختيار؟ - بلا شك هذا موضع فخر واعتزاز وشهادة نعتز بها جداً، وتشريف سموهما يعطينا دافعاً في الأمانة للتحرك والعمل بطريقة تخدم المحافظة الغنية بعناصر التراث العمراني، كما أود أن ألفت إلى أن الشراكة بين الهيئة والأمانة وكما قال الأمير سلطان هي شراكة مميزة تسمح بالتحرك بإيجابية وتخدم السياحة المحلية، وهذا كله مكسب حقيقي للوطن، وبهذه المناسبة أنا متفائل بحول الله أن يفوز مشروع القيصرية بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، كما تبرز وجه هذه الشراكة شركة العقير السياحية التي تعتبر أول نموذج للشراكة بين الشئون البلدية والقروية ممثلة في الأمانة وهيئة السياحة، وهي تمثل تطبق مبدأ الشراكة بمفهومه الواضح، والذي سينعكس إيجابياً اقتصادياً وسياحياً، وإن شاء الله سيكون موعد انطلاق مشاريع هذه الشركة قريباً، وأود أن أشدد على أن الأمير سلطان بن سلمان حريص على أن تكون بداية الشركة قوية وسيلمس الجميع ذلك حين تبدأ.