أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة اليونسكو، يوم الثلاثاء الماضي 11/5/2010م، عن إنشاء لجنة عليا للنطاق العريض من أجل التنمية الرقمية. وستقوم هذه اللجنة بتحديد استراتيجيات وخطط لتسريع نشر النطاق العريض على المستوى العالمي والنظر في التطبيقات التي من شأنها أن تساعد الشبكات العريضة النطاق على تحسين تنفيذ مجموعة هائلة من الخدمات الاجتماعية، بدءاً بالتعليم وانتهاء بالإدارة البيئية والسلامة والكثير من المجالات الأخرى. وتضم اللجنة الجديدة 30 اسماً بارزاً من شتى أنحاء العالم لا يمثلون الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا فحسب، بل يمثلون أيضاً شركات رائدة في مجموعة واسعة من القطاعات التجارية والاجتماعية. وسيتشارك في رئاسة اللجنة رئيس جمهورية رواندا بول كاغام وكارلوس سليم حلو، الرئيس الفخري مدى الحياة لمجموعة "غروبو كارسو". وسيشغل منصب نائب رئيس اللجنة كل من الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، حمدون توريه، والمديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا. وتحظى اللجنة بدعم الأمين العام للأمم المتحدة، بان-كي مون، الذي سيتم إطلاعه على نتائج اللجنة خلال أعمال مؤتمر قمة الأممالمتحدة للأهداف الإنمائية للألفية في أيلول/سبتمبر القادم بنيويورك. وتم إطلاق اللجنة خلال المؤتمر الصحفي الافتتاحي لمنتدى مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات لعام 2010 في جنيف حاليا. وبهذه المناسبة، قال الأمين العام للاتحاد الدولي حمدون توريه: إنه ينبغي على الحكومات الآن أن تنظر إلى الشبكات العريضة النطاق على أنها تشكل جزءاً من البنى الأساسية الوطنية. وأضاف حمدون: "في القرن الحادي والعشرين، ستكون الشبكات العريضة النطاق العامة والمتاحة بتكلفة معقولة عاملاً حاسماً بالنسبة إلى الازدهار الاجتماعي والاقتصادي تماماً مثل شبكات النقل والمياه والطاقة". من جهتها أكدت إيرينا بوكوفا، في تصريح لها بباريس، على قدرة النطاق العريض على إنشاء (مجتمعات المعرفة) التي ستدفع عجلة التنمية البشرية والاقتصادية. وصرحت قائلةً: أوجدت أحدث التكنولوجيات في مجال المعلومات والاتصال فرصاً جديدةً لتوليد المعلومات وصونها ونشرها واستخدامها. وتهدف اليونسكو إلى القيام بمزيد من الخطوات صوب بناء مجتمعات معرفة جامعة حيث يستطيع الناس تحويل المعلومات إلى معارف وأدوات فهم تمكنهم من تحسين سبل العيش والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأضافت: أن تعميم الانتفاع بالتطبيقات المعززة بالنطاق العريض سيكون عاملاً حيوياً لتحقيق هذا الهدف عن طريق توفير تعليم جيد، وتقاسم المعارف العلمية، وتدعيم التلاحم الاجتماعي، وتعزيز التنوع الثقافي. ووجه كل من حمدون توريه وإيرينا بوكوفا دعوة إلى جميع القادة على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني للعمل مع الاتحاد الدولي للاتصالات واليونسكو بغية دعم لجنة النطاق العريض من أجل التنمية الرقمية وإيجاد وتخصيص الموارد لتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات اللازمة في هذا المجال. ويأتي إعلان الاتحاد الدولي للاتصالات واليونسكو عن اللجنة الجديدة على خلفية مبادرة "الإفادة من النطاق العريض" التي أعدها الاتحاد الدولي للاتصالات في وقت سابق من هذه السنة لتعزيز الوعي بالمزايا العديدة للشبكات ذات الخطوط السريعة ليس فقط في مجال الاتصال، بل أيضاً في مجموعة كاملة من القطاعات الاجتماعية مثل حفظ الطاقة، وإدارة النقل، وخدمات الطوارئ، والرصد البيئي، والرعاية الصحية، والتعليم، وحتى الزراعة حيث تُستخدم اليوم تكنولوجيات جديدة لإنتاج الحد الأقصى من المحاصيل والتخفيف من استخدام المواد الكيميائية في الوقت عينه.