عقد الرئيس المصري حسني مبارك جلسة مباحثات امس الاحد في مدينة شرم الشيخ مع امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، الذي بدأ زيارة رسمية لمصر مساء السبت في بداية جولة تشمل سوريا والاردن ولبنان تستمر خمسة أيام. وقال مصدر مسؤول ان المباحثات تعلقت بتطورات منطقة الشرق الاوسط إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة تطوير الجانب الاقتصادي منها. وتركزت المباحثات على القضايا العربية والإقليمية وتطورات الوضع في فلسطينالمحتلة والعراق والسودان والأمن في منطقة الخليج العربي. وقال مصدر مصرى مسؤول ل "الرياض" ان زيارة امير الكويت لمصر فرصة كبيرة ستساهم في تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين، وستفتح آفاقا جديدة للتعاون في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على الشعبين والعالم العربي. كما اكد مصدر دبلوماسى كويتي على اهمية هذه الجولة التي تأتي فى اطار حرص دولة الكويت على استمرار التشاور بينها وبين الدول العربية الشقيقة حول مختلف المسائل والموضوعات في ظل المستجدات التي تمر بها المنطقة فيما يهدف الى خدمة قضايا الامة العربية الى جانب بحث السبل الكفيلة بتعزيز آليات التعاون المشترك بينها فيما يعود بالخير لشعوبها الشقيقة. من ناحية اخرى وصل الشيخ صباح الاحمد الى سورية امس في زيارة رسمية حيث اجرى مباحثات مع فخامة الرئيس السوري بشار الاسد. ووقعت سورية والكويت 6 اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء قصر مؤتمرات فى سورية تخليدا لذكرى القائدين الراحلين الرئيس حافظ الأسد والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وعلى البرنامج التنفيذى لاتفاقية التعاون السياحي وعلى البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافى والفنى واتفاقية فى مجال تشجيع وحماية الاستثمار واتفاقية فى مجال التعاون الامنى وعلى مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الطرق والجسور. وفي ختام المباحثات أكد الرئيس السوري وأمير دولة الكويت على ضرورة تعزيز التضامن لمواجهة التحديات التي تواجه العرب، كما جرى استعراض تطورات الاوضاع على الساحة العربية والضرورة الملحة لتعزيز التضامن العربى لمواجهة التحديات التى تتعرض لها الامة العربية، حيث اشاد الرئيس الاسد بالجهود التى قام ويقوم بها سمو امير الكويت للم الشمل العربى، واثارها الايجابية على العمل العربى المشترك. اجتماع الرئيس المصري وامير الكويت (رويترز) وتناول الحديث ايضا الدعوات والمبادرات الصادقة التى قدمها العرب لتحقيق السلام فى المنطقة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والرفض المستمر من الاحتلال الاسرائيلى لها، ومقابلتها بمزيد من العدوان من إسرائيل والتهديدات بشن الحروب ضد دول المنطقة وتنفيذ المشاريع الاستيطانية فى الاراضى العربية المحتلة وعمليات تهويد القدس واستمرار الحصار اللاانسانى المفروض على قطاع غزة. وقد أكد امير الكويت دعم بلاده للجهود السورية فى استرجاع الجولان المحتل، كما اعتبر الرئيس الاسد وسمو الامير ان تحقيق المصالحة الفلسطينية بات امرا اكثر الحاحا داعين الى نبذ الخلافات الداخلية وتوحيد المواقف بما يخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطينى. وحول العراق عبر الجانبان عن املهما بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع ابناء الشعب العراقى وقيام افضل العلاقات مع دول جوار العراق. يذكر أن الرئيس الاسد قدم لسمو الأمير وسام امية ذا الوشاح الأكبر وهو ارفع وسام سوري، كما قدم سمو الأمير للرئيس الأسد قلادة مبارك الكبير، وهو ارفع وسام كويتي. الى ذلك يزور الشيخ صباح الأردن اليوم في اول زيارة لمسؤول كويتي رفيع المستوى منذ ربع قرن - الغزو العراقي على الكويت -، ويجري مباحثات مع الملك عبدالله الثاني تتناول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة السياسية. وقال السفير الكويتي في عمان الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح في تصريح صحفي أمس "ان ما يميز هذه الزيارة بأنها لن تكون فقط في الاطار البروتوكولي، ولكن ستركز في العديد من القضايا التي تحتاج الى رؤى ثابتة، خصوصا ما يتعلق بقضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث ستكون هذه الزيارة تاريخية ولها انعكاسات ايجابية بكل المقاييس على البلدين".