تبدأ المخرجة الكورية الجنوبية إيم سانغسو فيلمها "الخادمة" (هاوس ميد) بمشهد لشابة تستعد للقفز من مبنى بوسط مدينة مزدحمة. ومشهد الافتتاح في فيلم سانغسو هو في الحقيقة نهاية الرواية التي تبدأ عندما تذهب الشابة للعمل كخادمة في منزل أحد الاثرياء. وقالت المخرجة سانغسو في مؤتمر صحفي بمناسبة العرض الاول للفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي يوم الجمعة "ان هذا المشهد يعد نذيرا لباقي قصة السيدة التي تنتحر ". واضافت قائلة "كمشاهد لمثل هذه الاحداث لا يدرك المرء أن هناك قصة كاملة أدت لهذا". وترتبط الخادمة ، التي تؤدي دورها الممثلة الكورية المشهورة جيون دو يون ، بعلاقة مع رب الاسرة التي تعمل لديها وهو رجل أعمال شاب رفيع المستوى. وتحمل الخادمة نتيجة تلك العلاقة ، الامر الذي يفجر سلسلة من الاحداث التي تحول الفيلم الى واحد من أفلام الاثارة تتخلله ومضات من الكوميديا السوداء والاثارة . والتساؤل الذي سيطرح بينما تتكشف تفاصيل الفيلم هو من الذي سيفوز بصراع السلطة بينما تلقي الخادمة بسذاجتها الاولية لتصبح شخصية أكثر حزما وفي نهاية الامر مشوشة. ويعد فيلم سانغسو اعادة لفيلم يحمل نفس العنوان أخرجه في الستينيات المخرج كيم كي يونغ. ولكن سانغسو (48 عاما) قالت إن فيلمها مختلف عن الاصلي. وقالت "لا يمكنني فعلها مرة أخرى لأن الاشياء تغيرت كثيرا.. إنه كان يعكس كوريا في الستينيات. وأنا أرغب في أن أعكس (رؤيتي ) للمجتمع الكوري والدولي اليوم". ولكنها قالت انها ترغب في الاشارة الى أن ما اثار اهتمامها هو : هل تغير رد فعل المجتمع تجاه الفضائح الجنسية... وتساءلت "لقد أصبحت المرأة حاملا ، ولكن هل تغير الناس فعلا؟" ويمثل فيلم سانغسو واحدا من كثير من الافلام لمخرجين آسيويين اختيرت للعرض في مهرجان كان في اطار المسابقة الرسمية. وتتضمن تلك الافلام ، فيلما لمواطنها لي تشانغ دونغ الذي يعود الى مهرجان كان السينمائي هذا العام بفيلم الدراما المؤثرة "بويتري " (شعر) الذي تقوم ببطولته نجمة أفلام الستينيات "يون جوينغ هي " في دور سيدة تبحث عن معنى الحياة بينما تكافح مرض الزهايمر. ويأتي اختيار فيلمين كوريين للمشاركة في المنافسة على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي ، بينما تتعافى صناعة السينما الكورية ببطء من أزمة أثارتها عمليات الانتاج المبالغ فيها والميزانيات الهائلة. ويشارك في المسابقة أيضا فيلم "تشونجتشينغ الزرقاء/ ريتشاو تشونجتشينغ " للمخرج الصيني وانغ شياوشواي . وجرى تصوير فيلم "الخادمة" في منزل أسرة حديث وواسع يعطي شعورا خانقا وفي بعض الاوقات مثيرا للتهديد. ويساعد هذا المكان على اعطاء الفيلم لمسة من أفلام مخرج الاثارة والرعب الفريد هيتشكوك.