اختتمت مساء الخميس فعاليات منتدى الإعلام العربي الذي استضافته مدينة دبي لمدة يومين تحت شعار"حراك الاعلام العربي : تعزيز المحتوى لتطوير الاداء" تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وبحضور الدكتور احمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء ، وما يزيد على 60 متحدثاً من مختلف أنحاء المنطقة العربية والعالم، ومشاركة ما يزيد على 2000 مشارك من رؤساء تحرير الصحف ومحطات التلفزيون والإذاعة، وكتاب الأعمدة والمفكرين الإعلاميين من مختلف المجالات من داخل الامارات وخارجها من عرب واجانب. وناقش المشاركون في الجلسة السادسة لليوم الثاني والاخير من المنتدى فرص وآمال المحتوى الإعلامي العربي، في ظل توسع ظاهرة التعريب والدبلجة للأفلام والبرامج والمسلسلات ورواجها لدى الجمهور العربي، كما ناقشوا قدرة المحتوى المحلي على الصمود في وجه هذا الزحف ، حيث انقسم المشاركون في الجلسة بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة. سيف الإسلام بن سعود: الإعلام المشترك مابين القطاع الحكومي والخاص أصبح ضرورة ملحة حاولت الجلسة التي أدارتها جومانا بوعيد ، رئيس تحرير الأخبار ، مجموعة روتانا الإعلامية، أن تستنبض مستقبل المحتوى العربي في وسائل الإعلام العربية، خصوصا في مجال التلفزة والذي يتراوح بين برامج أصلية تم تطويرها في العالم العربي، ونماذج عالمية يتم تعديلها لتتوافق مع السوق المحلي وبرامج أخرى يتم شراء حقوق نشرها وترجمتها أو دبلجتها للعربية. ودعا أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، إلى الانتقال للجودة، معللاً ذلك بأن مرحلة الكم قد ولت، لذا يجب أن نأتي بالكوادر المتدربة والواعية، التي تأتي بالتسويق الجيد والتدريب. وعرّف الدكتور الامير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز، الكاتب والباحث الإعلامي ، المحتوى المحلي على أنه "المحتوى الذي يحقق أهدافنا"، كما تحدث عن تجربة إطلاق التلفزيون في المملكة وعن المشاكل والتحديات التي واجهها، وأكد على أهمية الدعم الحكومي الذي تلقاه منذ إطلاقه. وأكد أن برنامج طاش ما طاش، المنتج محليا، حقق هدفين رئيسيين هما: خروجه من التحفظ على المحتوى، والهدف الآخر خروجه إلى عوالم أخرى يستطيع المسلسل التكلم عنها. وأكد كذلك أننا الآن أمام تحدى استمرار الدعم الحكومي للإنتاج المحلى في ظل الإجراءات البيروقراطية، والتحدي الآخر ألا وهو إلى متى هذا الدعم؟ هذا ويشكل المحتوى الإعلامي باللغة العربية تحدياً كبيراً أمام خبراء الإعلام والمستهلكين في جميع أنحاء الوطن العربي، ويرى مراقبون أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين حجم المحتوى العربي في الوسيلة الإعلامية ، وبين انتشارها ودخلها الإعلاني. وقد أظهر الإصدار الثالث لنادي دبي للصحافة من تقرير "نظرة على الإعلام العربي 2009-2013" تبايناً شديداً في وضع ونضج المحتوى المحلي في الوطن العربي، وأكد أن المحتوى العالي الجودة هو أحد أهم العناصر التي من شأنها أن تسهم في خلق عائدات مجزية. وبينما يستحوذ قطاع الإعلام المطبوع على حصة الأسد من المحتوى المحلي، حيث إن90% من المحتوى قد نتج عن كتابات أصلية باللغة العربية، و10% للأعمال المترجمة، بينت الدراسة أن 30-40% من إجمالي البرامج التلفزيونية في القنوات العربية الأكثر مشاهدة هو محتوى أصلي يعرض للمرة الأولى، و30-40% مستورد من أسواق أخرى (إما مترجمة أو مدبلجة) و20-40% كان لمواد معادة وبرامج إخبارية. وأثبتت الدراسات أنه على الرغم من ضعف عائدات الإعلان في المنطقة العربية فإن ثمة طلباً متزايداً على المحتوى العربي، وكانت العربية الخيار الأول كاللغة المفضلة للاستهلاك الإعلامي في كافة وسائل الإعلام. كذلك وضمن جلسات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي، جلسة حوارية بعنوان "وسائل الإعلام... أنماط وأشكال جديدة على الطريق"، وناقش المتحدثون التحولات الكبرى في أنماط وأشكال وسائل الإعلام على اختلاف أشكالها من صحف وتلفزيونات واذاعات وإنترنت. وتنبأت الجلسة بأن التغيير سيطال كافة الوسائل وأن بيئة المرسل والمستقبل لن تبقى على وضعها الحالي. وتحدث في الجلسة التي أدارها الأستاذ علي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في جامعة دبيالأمريكية، كل من حكم كنفاني مدير عام شركة "أوغر تليكوم" التركية للاتصالات، وسامي السيد عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة "تي بي دبليو ايه رعد" للدعاية والإعلان، ووسام برنت مدير عام ورئيس عمليات مجموعة "ام بي سي" ويوسف المغربل رئيس روتانا ديجتل ميديا. من ناحية أخرى تخلل ورشات العمل الثلاث في اليوم الأول نقاشات ساخنة وتباين في وجهات النظر خصوصا في ورشة العمل الثانية التي ناقشت موضوع صحافة المواطنة، فهناك من رأى بأن الصحافة مهنة لها تقاليد وقواعد وأصول للحصول على المعلومة ولا يمكنها التحرك في فراغ، وهناك من أكد أن صحافة المواطن هي انقلاب جماهيري على الصحافة التقليدية وتقدم نقداً واسعاً للصحافة التقليدية. أما ورشة العمل الأولى فقد رأت في قانون المطبوعات الكويتي الجديد فرصة فتحت المجال للكثير من وسائل الاعلام الأمر الذي ينبئ بأن الإعلام الكويتي يتوجه لتأسيس مرحلة جديدة في فضاء الإعلام الخليجي. في حين خلصت ورشة العمل الثالثة إلى أن الإعلام العربي يتعامل مع موضوع الكوارث تعاملاً آنياً ينتظر وقوع الكارثة، في حين يجب أن يقوم بدور التوعية قبل وقوع الكارثة. وجاءت الجلسة الثانية وهي الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة للمنتدى لتقدم الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، كضيف رئيسي لمنتدى الإعلام العربي 2010، والذي يلقب بكبير العلماء العرب، حيث أكد على أن النظام السياسي في الدول العربية في ظل هذا التطور السريع، يجب أن يتغير وأن يكون له رؤية جديدة، حيث أصبح من المستحيل اليوم اتباع سياسة الإغلاق في ظل السموات المفتوحة والانترنت، ولابد من التعامل بشكل جديد في القرن ال 21. معرباً عن اعتقاده أن نهاية الصراع ستكون في صالح الإعلام حيث لن تستطيع السياسة الصمود طويلاً في وجه الإعلام. وخصصت الجلسة الثالثة في اليوم الأول للمنتدى حول التجربة العربية في مخاطبة الرأي العام الغربي بلغته ، فهناك من رأى بان اللغة الانجليزية اصبحت لغة عالمية بجدارة ووجود قناة أخبار عربية الاصل تتحدث تلك اللغة وتبث رسالتها في جميع انحاء العالم هو امر أصبح من الضروريات. هموم الإعلام في دول المغرب العربي حملتها الجلسة الرابعة التي سلطت الضوء على الإسهامات المحلية في صناعة الإعلام العربي، وعلى النقص الحاد في حضور المادة الإعلامية المغاربية بمختلف أشكالها، برغم انتشار كفاءات إعلامية من دول المغرب العربي في العديد من وسائل الإعلام العربية والمحطات الخليجية والتنوع الثقافي والحضاري الذي يميز بلدان المنطقة الخمسة ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. وجاءت الجلسة الخامسة لتجعل من ختام اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي ختاما ساخنا، حيث تبادل فيها المتحدثون الرئيسيون الاتهامات بشأن الغرض الحقيقي من وراء وثيقة تنظيم البث والاستقبال الإذاعي عبر الفضاء، ومفوضية الإعلام العربي التي من المزمع إنشاؤها لتنظيم الحراك في الإعلام العربي، حيث ضمت منصة المتحدثين ممثلين عن الجانب الحكومي، وممثلين عن الإعلام المستقل. وشهد اليوم الثاني والأخير للدورة التاسعة للمنتدى خمس جلسات أخرى من ضمنها الجلسة الثامنة تحت عنوان لا تقاطعني ... لباقة الحوار وفضيلة الانصات شارك فيها تركي الدخيل وعمرو اديب وفيصل القاسم ومحمد النغيمش ومارسيل غانم ، وبعد ذلك حفل توزيع جوائز الصحافة العربية في الختام ليسدل الستار على هذه التظاهرة الإعلامية الأكبر والأهم في الوطن العربي.