باتت مصر والسودان ، بعد توقيع 4 دول افريقية على الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل في عنتيبي ، في مواجهة محتدمة ، رغم رغبة القاهرة في تسوية المشكلة ، معتبرة ان التفاوض لحل المشكلة يعد أفضل الحلول ، واعتبرت في الوقت نفسه ان التعدي على الحقوق المصرية " خط أحمر ". وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رغبة القاهرة بالاستمرار في التفاوض ، لكنه حذر من أن " الحقوق التاريخية لبلده تعد خطا أحمر " وأكد أن كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأنهار تؤكد ضرورة احترام الاتفاقات الإقليمية القائمة ، وأن مصر لن تقبل ولن تسمح ببناء أي مشروع في حوض النيل من شأنه أن يضر بمصالحها المائية. وأوضح أن مصر قادرة على حماية مصالحها وحقوقها في القارة بالإضافة إلى الحفاظ على نصيبها من مياه النيل ، مؤكدا أنه إذا كان هناك أي تنافس بيننا وبين إسرائيل ، فنحن قادرون على الانتصار فيه. ورأى وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب أن الاتفاقية " لا قيمة لها من الناحية القانونية " بالنسبة للدول التي لم توقع عليها ( مصر والسودان) وقال إن هناك قاعدة أصولية في القانون بأن الاتفاق لا يلزم إلا من وقع عليه فلا يمكن أن تبرم مجموعة من الدول اتفاقا فيما بينها يكون ملزما لآخرين لم يوقعوا عليه ولم يعلنوا أبدا موافقتهم عليه. وأكد أن هذه الخطوة تدعو إلى مزيد من الحوار مع هذه الدول ليس فقط من جانب مصر والسودان ، وانما أيضا من باقي التنظيمات في العالم وبالأخص الدول المانحة والدول ذات العلاقة الطيبة، مشيرا في هذا الصدد إلى إعلان عدد من الدول المانحة عن أسفهم الشديد لإبرام هذا الاتفاق ورفضهم الاستمرار في منح المعونات لدول المنبع السبع ومواصلة المشروعات التي ينفذونها هناك ما لم توافق هذه الدول على الدخول في مفاوضات جديدة مع مصر والسودان تراعي مصالحهما. وأضاف " لا نريد أن نقفز إلى مسألة التحكيم الدولي في الحالة الخاصة بمصر والسودان من ناحية وباقي دول المنبع من ناحية أخرى ، لأن التحكيم لا يمكن أن يتم إلا بموافقة كل الاطراف". وبعد أن وقعت إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا أمس الأول في مدينة عنتيبي الأوغندية اتفاقا جديدا حول تقاسم مياه النهر رغم غياب بوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية ، ومقاطعة مصر والسودان المعارضتين بشدة لهذا الاتفاق ، تكون العلاقات بين دول المنبع والمصب على المحك . وأكد مسؤولون وخبراء أن مواجهة ساخنة للحصول على المياه باتت أكيدة للحصول على مياه النهر الأكبر والأهم في القارة السمراء.