نجحت لجنة شباب الاعمال بغرفة الرياض باستهداف الشباب وجذبه في محاضرة هامة استهدفت تحويل الأفكار المجردة إلى مشاريع عملية من مجرد عنصر خيالي لا يبعد كثيراً عن أحلام اليقظة في بعض جوانبها إلى عمل حقيقي ناجح . المحاضرة التفاعلية التي نظمتها لجنة شباب الأعمال استقطبت حضوراً كبيراً من الشباب الطامحين ومن أصحاب المنشآت الصغيرة المتطلعين إلى توسيع وتطوير مشاريعهم الصغيرة بل وبعض ممثلي الشركات الكبيرة الذين تفاعلوا بكثير من الاهتمام والمتعة مع السيد ميشيل دلفار المدير الإقليمي لإحدى الشركات الاستشارية التي تتخذ من أمستردام في هولندا مقراً لها الذي قال – الأفكار كثيرة والكل لديه منها الكثير لكن أغلبها تقود إلى مشاريع فاشلة لأنها لا تخضع لمعايير التمحيص والفرز وفق الأسس العلمية والعملية، لكن عملية تطوير وبناء المنتجات الجديدة هي عملية مستدامة ، بل هي فعل ثقافي يخضع لآليات مجربة ومتعارف عليها تشتمل على مجموعة خطوات ضرورية لتحويل الفكرة الخلاقة إلى مشروع قابل للتطبيق سواء في صورة منتج محسوس أو خدمة ، وأن الشركات التي تمارس هذه العملية بصورة مستدامة هي الأكثر قابلية للنجاح من تلك التي لا تمارس . ويرى السيد ميشيل أن الفكرة الجديدة التي لا تتوافق مع إستراتيجية الشركة ورؤيتها المستقبلية لا حظ لها من النجاح ولذلك فإن الشركات عليها أن تهتم أولاً بوضوح إستراتيجيتها ليتم بعد ذلك إيجاد الإطار الذي يحكم تناسخ الأفكار التطويرية ، فإذا كانت الفكرة غير متوافقة فإنها فاشلة حتماً . وقال إن هناك عدة تحديات تحول دون الابتكار والتجديد أولها نجاح الشركة في اختيار الفكرة التي تناسبها زمنياً وإستراتيجياً ومالياً ..، حيث لا تخضع الفكرة في بدايتها لأي قيود وقد تكون مجرد شطحة خيالية وقد تأتي من داخل الشركة أو حتى من خارجها في بعض الإستراتيجيات ، لكن الشركات يجب أن تضع بوابة لهذه الأفكار لا تنفذ منها الفكرة إلى مرحلة القرار إلا بعد مرورها بعمليات الفلترة الدقيقة.. ومنها - هل الفكرة جاءت شفاهية سردية أم مكتوبة على الورق ، وهل هي متوافقة مع الإستراتيجية المستقبلية للشركة ، وهل قابلة لاجتياز المعايير التي حددتها الشركة مثل الحداثة والجدة والقابلية التطبيقية ومرحلة بناء البرهان ، وعند ذلك قد تقرر الشركة إنفاق شيء من المال البسيط على تطوير الفكرة قبل أن تبدأ في عمليات تدشين العمل بالفكرة وإخضاعها لشروط الإنتاج ورسم خطة الإطلاق وتوقيتها . وقال إن الهدف من هذه الإجراءات الشاقة حيال الفكرة الجديدة هو إعطاء الفرصة للأفكار السيئة بالسقوط قبل أن يتم الصرف عليها مؤكداً أن الشركات التي تخضع عمليات التطوير فيها لهذه الإجراءات هي دائماً الأقرب للنجاح من الشركات التي تتهور أو تتورط في اعتماد منتجات جديدة دون إخضاعها لعملية الفلترة المسبقة لفكرتها حيث إن هناك الملايين من الأفكار والمنتجات الجديدة التي تسقط في الاختبار سنوياً في العالم ولا يسمع بها الناس لأنها سقطت وخرجت ولم تتقدم للأسواق علماً بأن الفكرة لا تواجه التنافس والاختبار الحقيقي إلا بعد خروجها في شكل منتج أو خدمة وبالتالي فإن أمام الشركات الفرصة والوقت الكافي لتطوير الفكرة ودراستها وفلترتها قبل أن تفاجأ بفشلها في مرحلة التطبيق والإنتاج . رئيس لجنة شباب الاعمال فهد الثنيان كان قد بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية اكد خلالها ان اللجنة مستمرة في تعزيز مسيرة الشباب بكثير من التجارب والخبرات وان برنامج اللجنة خلال الاشهر القادمة يشهد مزيداً من الفعاليات التي تستهدف الشباب والشابات .