حذّر رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي من مخاطر انزلاق بلاده إلى حرب طائفية جديدة بسبب المساعي التي يبذلها خصومه السياسيون لتهميش مؤيديه ووقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج، متهماً إيران بتشجيع الأحزاب السياسية على العودة إلى الطائفية. وقال علاوي، في مقابلة مع صحيفة الغارديان نُشرت أمس الثلاثاء إن الجماعات السياسية في العراق تخلت عن جهود تشكيل حكومة موحدة وتتراجع باتجاه الطائفية بتشجيع من إيران. وأضاف علاوي الذي تسلم رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004 لمدة تسعة أشهر ما لم تتحرك الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لحماية الديمقراطية الوليدة في العراق، فإن الصراع سيتجدد ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة ويصل إلى العالم بأسره ولا يقتصر على الدول المجاورة. وشدد على أن العراق هو في مركز الصدارة في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يغلي بالمشاكل وهي راكدة الآن غير أنها يمكن أن تذهب في أي اتجاه ، متهماً المجتمع الدولي بأنه "فشل في العراق". وهاجم علاوي تحرك رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل تحالف جديد مع أحزاب شيعية وقال إنهم عائدون إلى طرقهم الطائفية الأصلية، مع أنهم انتُخبوا ببطاقة الوحدة الوطنية لكنهم يتصرفون عكس ذلك تماماً. وأضاف أن إيران وتركيا لديهما مصالح واضحة في التدخل في العملية السياسية في العراق، والذي وصل إلى مرحلة حاسمة مع تراجع دور القوات الأميركية التي تنتظر الآن أمراً بالانسحاب بشكل جماعي، واستعداد مجموعة من الدول المجاورة للاستيلاء على أي فراغ سياسي. وقال هناك بعض الدول وعلى رأسها إيران، تتدخل في شؤون العراق الداخلية، وهذا التدخل صار كثيفاً في الأشهر الماضية ويجب أن يتوقف لأن هذه الدول ملزمة بالسماح للأمور بأن تأخذ مجراها والتوقف عن التدخل في العراق. وحذّر علاوي من مضاعفات انسحاب القوات الأميركية قبل استقرار الأمور في العراق، داعياً المجتمع الدولي إلى "إدراك حقيقة أن لديه التزاما حيال العراق". وعلى صعيد اخر قالت مصادر إن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أوفد وزير النفط حسين الشهرستاني إلى طهران لترطيب الأجواء وإزالة الجفاء بين الجانبين . وذكرت المصادر أن وزير النفط الحالي قام خلال الأيام القليلة الماضية بزيارة سرية إلى العاصمة الايرانية برفقة طارق النجم مدير مكتب نوري المالكي لغرض كسب الدعم الإيراني في حال ترشيح الشهرستاني لمنصب رئاسة الوزراء. وقالت صحيفة عراقيه ان زيارة الشهرستاني السرية لطهران لتنسيق مواقفه مع الإيرانيين وترطيب الأجواء وإزالة الجفاء معهم في ظل الرفض المتواصل لأوساط واسعة في الائتلاف الوطني خاصة التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم لإعادة ترشيح نوري المالكي لولاية ثانية.