عمر الحموي، شاب سوري يعيش في أمريكا، وتحديدا في كاليفورنيا، لم يتجاوز الثلاثين من عمره، قاده حدسه وعلمه الى استغلال ثورة الاعلانات في عالم الهواتف المحمولة، إذ إنه بعد حصوله على الشهادة الجامعية في علوم الحاسب الالي من جامعة كاليفورنيا – في لوس انجلوس، بدأ شغفه يزداد لبرامج الهواتف المحموله وخدماتها. بدأ يفكر في نقل الافكار الموجود على الانترنت ونقلها الى عالم الهواتف المحمولة قبل أن يلتفت لها الكبار، فبادر وأنشأ شركة صغيرة تقدم خدمات تبادل الصور بين مستخدمي الهواتف؛ واسماها (فوتو شاتر)، العجيب أنه واجه صعوبة في تسويق فكرته هذه في الهواتف المحموله، وعسى أن يكره شيئا وهو خير له، فقد ركز كل جهوده في اختراع طريقة لتسويق مشروعه (فوتو شاتر) في عالم الهواتف المحمولة، حتى فتح له باب رزق جديد لم يكن هدفه الاول، فبدأت تستهوية فكرة بديلة، وهي ليس مجرد تسويق منتجه فقط بل تسويق أي منتج، وهو ما فتح له افاقا جديدة في عالم التسويق عبر الهواتف المحمولة. غالبا ما تظل الافكار الرائعة حبيسة في أذهان مخترعيها وتحتاج الى جرعة من عالم الاعمال، وهو توجه كان أكثر من رائع في حياة عمر العلمية، حيث بدأ يدرس ماجستير ادارة الاعمال، في مدرسة الأعمال وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا، ومع دراسته لمواد السنة الاولى، بدأت تتملكة ثقة عارمة في تحويل فكرة اعلانات الهواتف المحمولة الى مشروع تجاري، ليستغل الكم الهائل من تصفح الانترنت عبر الهواتف المحمولة، إذ إن غالب المواقع تخصص نسخة مصغرة لمتصفحيها عبر الهواتف المحمولة، والتي عادة ما تكون صفحات نصية وبها قليل من الصور. سارع بإنشاء شركته (اد موب) في 2006، وبدأت تقديم الدعايات المختلفة في شاشة الهاتف المحمول، وتسارعت هذه الشركة في النمو بشكل رهيب، حيث استطاعت عرض أكثر من ملياري دعاية منذ إنشائها وحتى الان، حتى أنه لم يعد يجد من الوقت لاكمال دراسة الماجستير، فكان قراره وبدون تردد هو ترك الدراسة والتفرغ لأعماله، تماما كما فعل شباب كثر من قبله، مثل أصحاب قوقل. كانت شركة عمر (اد موب) تقدم الدعايات الى متصفحي الانترنت عبر جهازي (اي فون) أو تلك التي تعمل بنظام قوقل (اندرويد )، وهو ما جعل الشركة تنمو نموا سريعا في سوق الدعاية عبر الهاتف المحمول الواعد والذي يتوقع أن تصل قيمته 60 مليار ريال عالميا في غضون ثلاث سنوات قادمة. ان هذا التوجه الجديد في عالم الدعاية والاعلان، والمنافسة الحادة التي ظهرت بين شركتي قوقل وأبل جعلتهما تتنافسان على شراء شركة عمر، حتى تمكنت قوقل من تقديم عرض مغر قيمته 750 مليون دولار، أو تجاوز ثلاثة مليارات ريال ذهبت الى شركة عمر في الشهر الماضي – ابريل - على هيئة أسهم في شركة قوقل، وهي ثالث أكبر صفقة تجريها قوقل. باختصار أعزائي القراء.. ميدان الانترنت مفتوح للعربي والاعجمي، وجامعات العالم تستقبلكم محفولين ومكفولين، فمتى سنرى عمرا ثانيا.