تعرفتُ على صوت كارول سماحة من خلال المسرحيات الرحبانية التي أبدع فيها المرحوم منصور رحباني بكلماته الساحرة وتفانى بها غدي وأسامة رحباني بألحانهما المتجددة وقدمها لنا المخرج الرائع مروان رحباني. وبرغم روعة المسرحيات ومافيها من عبق التاريخ وإسقاطات الحاضر ونشوة العروبة إلا أن صوتا واحدا استطاع أن يقتحم كل الحواجز وهو صوت كارول سماحة. ذلك الصوت الشجي الذي تطرب له الأذن. كانت تختلف عن أم كلثوم وعن فيروز، ولكن صوتها لم يكن أقل من ذلك. ولكن هل تستطيع كارول أن تحافظ على ذلك التميز أمام مغريات المادة وحب الظهور. سمعت فيما بعد أنها تمردت على الرحابنة. بدأت تصدر ألبوماتها. رحت أبحث عن كارول التي عرفت فلم أجدها في تلك الألبومات. كنت أعزي نفسي بأنها ستنتبه يوما ما إلى ذلك الانحدار ولكن مع كل إصدار جديد كانت تنحدر أكثر للدرجة التي أصبح معها صوتها نشازا. لم تعد كارول تختلف عن عشرات المطربات المنتشرات في الساحة يتسابقن على الكلمات والألحان الخليجية الممجوجة. كارول تغني ذبحني! لم أستطع أن أكمل المقطع. إنه إعلان وفاة لصوت كارول سماحة كما عرفته. لم أعد أبحث عن جديدها. لقد مات صوت كارول كما عرفته. أتمنى لو استبدلت اسمها كذلك احتراما لما ارتبط به الاسم من عطاء راق.. لو كان غير صوت كارول لما استحق مني التأبين.