رفض رئيس الوزراء البريطاني زعيم حزب العمال الحاكم غوردون براون الاستقالة من منصبه بعدما أظهرت نتائج الانتخابات العامة أن أياً من الأحزاب الرئيسية الثلاثة لم يحصل على الأكثرية المطلوبة، وأوعز لمسؤولي حكومته بالتفاوض مع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة جديدة. وقال براون في بيان امس الجمعة "من واجبي كرئيس للوزراء اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان وجود حكومة قوية ومستقرة في بريطانيا.. وطلبت من سكرتير الوزارة اتخاذ الترتيبات اللازمة للدخول في مناقشات مع الأحزاب الأخرى حول تشكيل الحكومة الجديدة". ومن جانبه، أعلن ديفيد كاميرون أن حزب العمال "فقد حقه في السلطة بعد حصول المحافظين على معظم مقاعد البرلمان، وتعهد بأن "يعمل حزبه من أجل المصلحة الوطنية وتشكيل قيادة قوة وراسخة وحاسمة". وقال كاميرون "نحن على استعداد لبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في تحقيق هذه القيادة والعمل لخدمة المصلحة الوطنية وفعل ما هو صحيح بالنسبة لبلادنا وضمان وجود حكومة مستقرة فيها تتخذ القرارات الصحيحة". وفي غضون ذلك، اعترف زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليغ بأن نتائج الانتخابات العامة كانت مخيبة لآمال حزبه بعد ارتفاع شعبيته في الحملات الانتخابية. وقال كليغ إن حزب المحافظين يملك الحق الأول في السعي لتشكيل الحكومة الجديدة، مشدداً على ضرورة أن "تعمل جميع الأحزاب السياسية من أجل خدمة المصلحة العامة وليس تحقيق المكاسب السياسية الضيقة". وحصل حزب المحافظين على 299 مقعداً من مقاعد مجلس العموم (البرلمان)، وحزب العمال على 252 مقعداً، وحزب الديمقراطيين الأحرار على 54 مقعداً، ولم تعلن النتائج بعد في 17 دائرة انتخابية. ويحتاج المحافظون إلى 326 مقعداً برلمانياً لتحقيق الأكثرية المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة. زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي نيك كليغ يتحدث لرجال الإعلام في لندن (أ ب) ووفقاً لقواعد الدستور البريطاني، يحق لرئيس الوزراء عند تعليق البرلمان حق تقديم أول محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية. من ناحية اخرى حقق حزب الخضر البريطاني فوزا هو الأول في تاريخه، امس الجمعة، حيث صارت زعيمته كارولين لوكاس، أول أعضاء الحزب في البرلمان. فازت لوكاس (49 عاما) التي كانت عضوا في البرلمان الأوروبي لمدة عشر سنوات، بمقعد مجلس العموم عن دائرة برايتون، جنوبي بريطانيا، بعد تغلبها على المرشح المنافس من حزب العمال. وقالت لوكاس "أعرب عن جزيل شكري لكم، لتقديم سياسة الأمل على سياسة الخوف.. وأتعهد بأن أبذل قصارى جهدي لأجعلكم تفخرون (باختياركم).. للمرة الأولى أشعر أن كلمة (فوز) تاريخي مناسبة لسياق الكلام". يشار الى أن نظام الانتخاب الفردي أو الانتخاب الحر المباشر الذي تعتمده بريطانيا يؤثر سلبا على النتائج التي تحققها الأحزاب الصغيرة.