حصول النصر بجدارة واستحقاق على المركز الثالث في دوري «زين» السعودي للمحترفين وتحقيق المركز الثالث في كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، والتواجد مع المكرَّمين في منصة التتويج بالسلام على خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وتسلُّم الميداليات البرونزية يمثل برأيي تحقيقا لأهداف أولية لإدارة مكلفة فازت بثقة أعضاء الشرف لتسيير أمور النادي أربع سنوات مقبلة، في طريق عمل مُفترض ومستمر بتدعيم الصفوف باللاعبين المحليين، لإحلال مواهب مميزة مكان لاعبين أمضوا دورتهم ولا يمكن الاستفادة من خدماتهم مستقبلا، واستمرار التدرج في التغيير، وإعادة النظر في وضع الرباعي الأجنبي للتحول من الثقة الكاملة بالوقوف ثالث الفرق المنافسة إلى البحث عن البطل أو الوصيف خلال السنتين المقبلتين. رغم الأخطاء التي وقع فيها مدرب النصر الأورجواني ديسلفا في مباريات حاسمة إلا أن الانتقادات التي وجهت له أهملت ماعانى منه الفريق بالغيابات القاصمة للظهر، بلغت تسعة لاعبين أمام الهلال ذهابا أغلبهم في المنطقة الخلفية، والتي لم تمنع فريق ديسلفا من العودة في الشوط الثاني وتسجيل ثلاثة أهداف بعد أن كان متأخراً بأربعة. الأورجواني تولى تدريب فريق كان غير قادر على مقارعة الفرق المنافسة، وكانت معظم الأسماء التي حملتها ملفاته للاعبين صاعدين ممن هم دون 23 عاما، ما يجعله مطالبا بتكوين فريق جديد، مع عدم إهمال أنه لم يضع برنامج الإعداد للموسم، كما لم يختر اللاعبين الأجانب الذين جاؤوا بتوصية الأرجنتيني السابق باوزا قبل اعتذاره عن العودة للفريق، ولا يمكن في ظل تلك الأوضاع أن يتوقع له متابع حضورا جيدا؛ وما حدث أن (الأصفر) بدأ متواضعا في المستوى والنتائج وما لبث قبيل انتصاف الدوري أن وضع يده على الطريق الصحيح، فحقق نتائج قوية، وهزم جميع الفرق السعودية، وبكمية أهداف لافتة جعلته من أقوى الفرق هجوميا. ومع ديسلفا تحول من لم يكن للاعبيه حضور على مدى سنوات مع المنتخب الوطني إلى اختيار سبعة لاعبين دفعة واحدة ليس بينهم المتألق أخيرا الحارثي (العائد من إصابة) ولا عبدالغني (المصاب) تأكيدا على أنَّ النصر بات فريقا مختلفا. في حوار صحفي سابق نشر في خضم النتائج السيئة قال ديسلفا: «أنا بحاجة للوقت وهدفي أن يفكر اللاعبون في مرمى الخصوم أكثر من الانشغال بشباكنا». النصر اليوم بات فريقا طامحا يبحث عن الفوز، والكل يخشاه، حتى بطل الدوري (الهلال) وبفرصه المتعددة قبل مواجهة إياب كأس الأبطال لم يكن أنصاره واثقون من التأهل. أنا مقتنع تماما بأداء ديسلفا الهجومي؛ لكن سوء تنظيم الدفاعات (الصفراء) جعلته الأكثر استقبالا للأهداف، وقلصت حظوظه في تحقيق مراكز أفضل محليا وخليجيا. باوزا طور الدفاع وكان ضعيفا في الوصول لشباك المنافسين، وديسلفا قام بالعكس تماما بحضور ونتائج أفضل، والمدرب الإيطالي الجديد زينجا عليه دراسة وضع النصر في الموسمين الأخيرين لإيجاد فريق محصن دفاعيا، وأداء هجومي ممتع.