يحظى أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله بشعبية جارفة في الخليج والوطن العربي، وشعبيته الكبيرة اكتسبها من ارتدائه لشعار النصر، والمنتخب الوطني الذي حقق معهما الكثير من الإنجازات الخالدة، ويعد ماجد اللاعب الأكثر اهتماماً لدى النصراويين نظير عطائه المتقد، وقدراته العالية في صناعة الفرح (الأصفر) منذ الأيام الأولى لظهوره مع الفريق، وحتى بعد اعتزاله كرة القدم في شهر ذي الحجة للعام 1418، وحتى اليوم، وعلى الرغم من رحيل نجوم دوليين نصراويين طوال تاريخه المديد، وكان لهم تأثير واضح في مسيرة النادي؛ إلا أن ماجد ظل النجم الأوحد حتى اللحظة بفضل تميزه عن جميع من سبقوه، وكذلك من جاء بعده باجتماع الموهبة المميزة، والإخلاص لناديه، والأخلاق العالية، التي جعلته محبوب جميع الرياضيين. ماجد الذي ترك الكرة قبل 13 عاماً لا يزال نجماً حاضراً اليوم بتواجده محللاً فنياً لمباريات البطولات السعودية، وساهمت تجربته الكبيرة، وتحضيره الجيد، وصراحته المعهودة في إمتاع المشاهد الرياضي، وتسجيل نفسه أهم المحليين في (art)؛ غير أن فريقه النصر هو الوحيد من فرق الدوري التي يتعامل معها بطريقة مجحفة تصل للقسوة؛ خلاف تعاطيه مع الفرق الأخرى، التي يتعامل معها بهدوء، وتتجاوز قسوته قسوة المحبّ؛ لدرجة باتت آراؤه مؤثرة سلباً على ناديه، وتفتقد لمنطق كرة القدم، وربما تؤثر على علاقته التاريخية مع جماهير النصر. طالب ماجد بعد أربع مباريات فقط هذا الموسم بإلغاء عقد المدرب الأورجواني جورجي ديسلفا، ووصفه بالمفلس؛ لدرجة أن النصر حين يحقق أي فوز يرجعه إلى اجتهادات اللاعبين، وهو الأسلوب ذاته الذي كان ينتهجه مع الأرجنتيني إدقادو باوزا فلم يعجبه العالمي باوزا، ولم يرق له الشهير ديسلفا، وحتى والفريق النصراوي يتألق في ثلاث مباريات متتالية أمام الشباب، والهلال، وأخيرا القادسية يرفض ماجد العودة عن آرائه حول المدرب، في الوقت الذي أصبح فيه الجميع مقتنعاً بأن النصر بات فريقاً مختلفاً، وشخصيته تلبَّست بشخصية الكبار من جديد؛ بفضل جهود مشتركة بدأت من الإدارة، والجهاز الإداري، وتمرُّ بالجهاز الفني، وتنتهي باللاعبين الباحثين خلاف ما مضى عن الفوز في كل لقاء. كلمات ماجد القاسية مؤثرة جداً حين كانت النتائج سيئة مع باوزا، والحال ذاته مع ديسلفا؛ لكن استمرار هذه النغمة؛ في الوقت الذي تطغى فيه موجة المحللين، والنقاد المنصفين مشيدين بأداء النصر، وبعمل مسيريه الفنيين يتطلب العدول عن تلك الآراء غير المتوافقة مع فكر المشاهد الرياضي الراقي. ولأنني أؤمن بأن قرارات تغيير المدربين، وجعلهم شماعة الخسائر هو أحد أهم مسببات فشل أنديتنا، ومنتخباتنا؛ فقد كان على الخبراء والمحللين الذين يؤمنون بأهمية منح المدربين الوقت الكافي، وحاجة فرقهم للاستقرار التريث قبل الجماهير العاطفية في إصدار أحكام متعجلة.