كشفت استشارية إعادة التأهيل بمستشفى الزهراء بالقطيف الدكتورة لزلي الجشّي في لقاء مع "الرياض"، عن ظهور إحصائية عالمية تشير إلى أن ما نسبته 80 بالمائة من المصابين بآلام الظهر المزمنة قد يفقدون وظائفهم في بعض الأحيان بسبب آلام أسفل الظهر ناهيك عن الأضرار الاقتصادية جراء ذلك الفقد على الدولة وعلى العائلة الواحدة، مشيرة الى أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث آلام في أسفل الظهر تكمن بوجود مشكلة في الأعصاب أسفل الظهر حيث تكون مستثارة ومضغوطا عليها، ويعزى سببها إلى العديد من العوامل منها: حدوث ضغط من قبل غضروف بالعمود الفقري على الأعصاب، وأيضاً حدوث خشونة في غضروف الرقبة والظهر، وحدوث ضيق في القناة الشوكية في الظهر، والإصابات الناتجة عن الحوادث، وأخيراً حدوث بعض التشوهات في العمود الفقري. أكثر من نصف المصابين بداء السكري يعانون من آلام اعتلال الأعصاب وأضافت الدكتورة لزلي الجشّي على هامش انطلاق الحملة التوعوية الطبية "تعرف على نوع ألمك وتغلب عليه" بالمنطقة الشرقية في فندق موفنبيك الخبر مساء أول أمس , إلى أن هذه العوامل تؤدي إلى شعور المريض بألم حارق (حرقان) أو لسع أو وخز الإبر أو صعق الكهرباء، فيما يمتد ألم الأعصاب المصاحب لآلام الظهر إلى الفخذ أو أسفل الساق حتى القدم. وكشفت بموازة ذلك عن ان إحدى أهم واكبر الدراسات التي أجريت في المملكة تشير إلى ان ما نسبته 54 بالمائة من المرضى الذين يعانون من آلام في أسفل الظهر سببها نوع من أنواع ألم الأعصاب والتي تنتج عن استثارة في جذور الأعصاب أو الضغط عليها، وقد تم تصنيف هؤلاء المرضى باستخدام أحد المقاييس العالمية لتحديد ماهية الألم والذي يطلق عليه اسم مقياس "لانس". وعللت استشارية إعادة التأهيل لزلي الجشي عدم استجابة الألم للمسكنات العادية غير السيترويدية (NSAIDs)"، بأن المسكنات التقليدية تعمل على تسكين الآلام بشكل عام، ولكن الآلام المتعلقة بالأعصاب تحتاج إلى نوع آخر من المسكنات لعلاج آلام أسفل الظهر التي سببها اعتلال في الأعصاب". ولفتت إلى أن دراسات آلام الاعتلال العصبي السكري أوضحت ان هذه الآلام تؤثر تأثيراً كبيراً في حياتنا وطرق التمتع بها بل تتعداها لتطال أبسط الأنشطة اليومية وغيرها من الأنشطة الاجتماعية، وحذرت من ان ما نسبته 80 بالمائة من الأشخاص المصابين بداء السكري بالسعودية قد يعانون من آلام الاعتلال العصبي السكري خلال العشر السنوات من بدء الإصابة بناء على دراسة أجريت بالمملكة مؤخراً. وتوقعت الجشي بأن ما نسبته 60 بالمائة من السعوديين لديهم داء السكري غير المكتشف او غير المشخص مبررة ذلك بسلوك حياتنا ونوعية الأكل وعدم ممارسة الرياضة، مبينة أن ما تم اكتشافه وتشخيصه حتى الان لا يتجاوز ال 28 بالمائة مما يعني اننا أمام مشكلة صحية قد تواجه وزارة الصحة في مستقبل الأيام ان لم تنتبه لها.