لم يحسن فضيلة الشيخ سلمان العودة التوقيت وهو يلتقي بالنصراويين قبل لقائهم مع الهلال بيومين فقط، وعدم اختيار الوقت المناسب للقاء هو ما جعله يفسر على أنه تحفيز للاعبي النصر ليفوزوا على الهلال، وهو تفسير بعض الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية في عناوينها، مع أن الزيارة حسب علمي بفكره لا صلة لها باللقاء إطلاقا. تمنيت لو أن التوقيت جاء مثلا في نهاية الموسم الذي خرج منه النصر بلا بطولة لتكون زيارة مواساة وعلاج روحاني، وتذكير بفضل الصبر وجزاء الصابرين المحتسبين، ولو فعل فضيلته هذا لكان أقوى تأثيرا ولما صنع توترا في الجانب الآخر، مشكلة الوقت هي التي تجعل مفكرا مثل العودة قد يخسر الكثيرين ممن يتابعونه من جمهور الهلال نتيجة الفهم الخاطئ. إن الشيخ سلمان صاحب المنهج الإسلامي الوسطي الذي أعتبره نبراسا يضيء طريقي وطريق غيري، وظللت أتابع كل كلمة يقولها في محاضراته المسجلة، ثم برامجه التلفزيونية التنويرية منذ خمس سنوات، كما يتابعه الملايين غيري في العالم يحظى بشعبية كبيرة في السعودية وخارجها، وأخشى أن يرمى عليه حجر بغض من أشخاص يجهلون بعد نظره، وأنا هنا ألقي باللائمة على مرافقي الشيخ، كيف تفوت عليهم قراءة الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها مثل هذه الزيارة في ذلك التوقيت، أما الشيخ ذاته فمتيقن أنه لم ير مباراة في حياته، ولا أظنه يعرف حتى الآن ألوان النصر، كما أجزم أنه لم يستجب للنصراوي الذي طلب منه أن يدعي للنصر بالفوز، ولو دعا لدعا للنصر والهلال بأن يفوز كلاهما، وهي دعوة يستحيل أن تتحقق، وبالتالي لا يستساغ أن تطلق! إذا تجاهلت مسألة التوقيت فإن اجتماع مفكر بحجم العودة بلاعبي ناد أي ناد فيه كسر للإطار الذي يفرضه المتشددون على الرياضة إلى الدرجة التي ينتقصون ممارسها ومشجعها ويعيبون الملتحي إن رأوه في المدرج حتى إن شجع بأدب، وليت الشيخ سلمان يكمل مشواره ويحضر المباريات في المدرج ولو متنكرا ليشاهد ويسمع المخالفات الشرعية والأخلاقية التي تحدث فيه فيناقشها في حلقة من برنامجه (الحياة كلمة)، وأظن أنه سيخرج بكثير من الموضوعات التي تستحق الطرح، وتفوق من حيث الأهمية بكثير ما يطرحه الآن، فما تخبئه المنازل والاستراحات يكشفه المدرج له ولغيره بجلاء. خطوة الشيخ سلمان الجميلة يستحسن أن تتبعها خطوات أخرى مشابهة منه ومن غيره، لتكن الخطوة القادمة لقاء بلاعبي الهلال قبل مباراتهم على النهائي، إما بدعوة هلالية أو بمبادرة شخصية منه، اللقاء باللاعبين. أيضا ليته يزور الأندية ليلقي محاضرات توعوية، خاصة في الأندية التي يؤخذ على لاعبيها ملاحظات سلوكية كثيرة كذلك الذي يبصق على زميله، أو يؤذيه بعنف، فالقضاء على مثل هذه السلوكيات أمر واجب لأن اللاعب يعد قدوة الصغار بشكل يفوق أبويه!