أكد عدد من المقاولين في مشاريع الصرف الصحي والتشغيل والصيانة أن الصورة التي ظهرت على معظم شوارع الجهة الشمالية والشرقية لمدينة الرياض أمس الأول كشفت غياباً كبيراً للمعايير الفنية لبناء الطرق، فيما أوضحوا أنها أشارت كذلك إلى غياب الخطط الإنشائية والتشغيلية الخاصة بجانب تصريف السيول. وقالوا ان الوضع بتلك الصورة التي ظهرت عليه تعيد للأذهان الصورة السيئة لمخرج 13 الكائن في شرق الرياض وتخالف الوجه الحضاري والمعماري لمدينة بحجم وثقل العاصمة الرياض. وأشاروا إلى أن عمليات الترميم والإصلاح والتعديل لهذه العيوب من شأنه أن يكلف أمولاً طائلة تفوق البناء التأسيسي، باعتبار أنه لم يتم العمل بها منذ البداية ومع إنشاء البنية الأساسية لهذه المرافق. وقال إبراهيم العنقري عضو لجنة التشغيل والصيانة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض ان الأمر يستدعي وعلى الفور الوقوف على كافة المشاريع الخاصة ببناء الطرق أولاً وهي الأهم باعتبار أن الأمطار وإن كان وضعها كارثيا كما تم يوم أمس الأول، إلا أنها فواجع طبيعية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم. وقال في أي مناقصة أو مشروع دائماً هناك قائمة طويلة من المعايير الإنشائية والفنية التي يجب أن يلتزم بها المقاول المسؤول عن التنفيذ كشرط أساسي للدخول في المناقصة، مضيفا "نعرف جميعاً كمقاولين أن الشروط والمعايير المدونة لدى إدارة المناقصات لكل الجهات الحكومية تستوفي وبدقة معايير السلامة والإنشاء السليم، إلا أن السؤال هنا عن الجهة المشرفة أو المراقبة لتنفيذ المشاريع ودورها في متابعة اجتياز المقاول لكافة الشروط المعمول بها". وأوضح العنقري أنه وفق هذه التساؤلات فلا بد من محاسبة المقاول المنفذ لمشاريع زفلتة الطرق التي تأثرت بالسيول يوم أمس بصورة خطيرة، ومن ثم محاسبة المسؤول عن إهمال جانب التصريف للسيول والأمطار. الرزقي: «فنياً» شبكات التصريف الصحي لا يمكن أن تقوم مقام تصريف السيول وأشار عضو لجنة التشغيل والصيانة بغرفة الرياض أنه وبغض النظر عن وجود شبكات لتصريف السيول، إلا أن الوضع فنياً يؤكد أنها شبكة غير مكتملة الجوانب ولم تراع التغيرات الطبيعية وقدرتها على إحداث خسائر بشرية أو مادية، مشيراً إلى أن الوضع من ناحية احترازية ينادي المجالس البلدية لإنشاء فرق تتكون من أعضاء هم من سكان الأحياء ليكون لهم دور منظم لخدمة أهل الحي في حال حدوث أي سوء. من جهته لم يقدر علي الرزقي عضو لجنة المياه والصرف الصحي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض حجم الإصلاح وتكاليفه قياساً بما كشفته الأمطار من قصور غير أنه أكد أن الأمر برمته يحتاج لتفسير من قبل الشركات المعنية بالأمر والتي ارتبطت بعقود عمل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وهي المعنية بمشاريع تصريف السيول، مشيراً إلى وجود إهمال واضح على صعيد الاهتمام بمشاريع خاصة بالتصريف العام للسيول على الطرق العامة. وأضاف "في أي عمل إنشائي غالباً ما يكون التعديل مكلفاً بصورة باهظة، مشيرا إلى أن عمليات الترميم والإصلاح والتعديل للعيوب الإنشائية من شأنه أن يكلف أمولاً طائلة تفوق البناء التأسيسي، باعتبار أنه لم يتم العمل بها منذ البداية ومع إنشاء البنية الأساسية لهذه المرافق. العنقري: على مجالس البلديات تكوين فرق إنقاذ في الأحياء تؤدي أدوارها في أوقات الكوارث وقال ان ذروة العمل على إنجاز مشاريع حيوية عدة من حيث تطوير طرق عديدة داخل الرياض، بالإضافة إلى عدم حدوث وفرة في كميات الأمطار منذ فترة طويلة كالتي هطلت أمس الأول قد تكون أشغلت المعنيين عن الاهتمام بهذا الأمر، وأن الوضع الذي ظهر عليه أمس الأول أعاد للأذهان الصورة السيئة لمخرج 13 الكائن في شرق الرياض وبصورة أكثر بشاعة وخالفت الوجه الحضاري والمعماري لمدينة بحجم وثقل العاصمة الرياض. وأشار إلى أن العيوب التي ظهرت من حيث عدم جاهزية الطرق لاستيعاب كمية مياه الأمطار التي هطلت هي من مسؤولية وزارة الشؤون البلدية والقروية ولا علاقة له بجانب التصريف الصحي والذي تحمل مسؤوليته وزارة المياه والكهرباء، مشيراً إلى أن شبكات الصرف الصحي تختلف عن شبكات تصريف السيول، وقال "فنياً لا يمكن أن تقوم شبكات الصرف الصحي مقام شبكات تصريف السيول".