بدأت في لبنان امس المرحلة الاولى من انتخابات بلدية ستمتد حتى نهاية ايار-مايو وتتفوق فيها الاعتبارات العائلية والمحلية على الولاء السياسي لتقتصر المعركة على عدد محدود من الدوائر خصوصا في المدن الكبرى. وتجري الانتخابات البلدية على اربع مراحل تستكمل الاحد المقبل في العاصمة بيروت ومنطقة البقاع في شرق البلاد، وفي 23 ايار-مايو في الجنوب، وفي 30 من الشهر ذاته في الشمال. وشهدت قرى وبلدات عديدة اجواء توافقية ادت الى فوز 56 بلدية بالتزكية من 313. واعلن وزير الداخلية زياد بارود الاحد ارتفاع عدد البلديات الفائزة بالتزكية الى 57. ويبلغ عدد ناخبي جبل لبنان المسجلين لانتخابات امس حوالى ثمانمئة الف من ثلاثة ملايين و331 الف ناخب في كل لبنان. ومعلوم ان عددا كبيرا من الناخبين موجود خارج لبنان وبالتالي لا يمكنهم المشاركة في عملية الاقتراع. وتجري العملية الانتخابية في اجواء هادئة نسبيا في ظل المناخ التوافقي السائد في البلاد منذ تأليف حكومة وحدة وطنية في تشرين الثاني-نوفمبر الماضي، ما يحد من عنصر المنافسة الشديدة في غالبية الدوائر. تضاف الى ذلك ان الاعتبارات المحلية الضيقة مثل الولاء العائلي والمعيار الانمائي الخاص بكل محلة، طغت في مناطق كثيرة على الولاء السياسي، وبالتالي سجل وجود حزبيين من التيار السياسي نفسه على لوائح متقابلة. غير ان دوائر محددة، لا سيما في المدن والبلدات الكبرى، تشهد معارك قاسية في ظل تداخل السياسة بالاعتبارات العائلية التي تطغى اجمالا في لبنان في الانتخابات المحلية. وتشهد مدينة جبيل المسيحية مع اقلية شيعية شمال بيروت معركة سياسية واضحة بين لائحة مدعومة من التيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون (اقلية نيابية) واخرى مدعومة من قوى 14 آذار (اكثرية) ورئيس الجمهورية ميشال سليمان المتحدر من المنطقة. وتتسم معركة مدينة جونيه المسيحية بخصوصية وتعقيدات كبيرة اذ ان ابرز العائلات في المنطقة شكلت لائحة تضمها مع ممثلين عن الاحزاب المسيحية المختلفة والمتخاصمة (القوات اللبنانية من الاكثرية والتيار الوطني الحر من الاقلية)، مطلقة عليها اسم "لائحة الانماء التوافقي". وتواجهها لائحة اخرى باسم "لائحة الكرامة" تضم ممثلين عن العائلات الكبرى ومناصرين للاحزاب ومستقلين. وتشهد بلدة سن الفيل ضاحية بيروتالشرقية، معركة محتدمة بين لائحة مدعومة رسميا من التيار الوطني الحر واخرى من حزبي الكتائب والقوات اللبنانية (اكثرية)، رغم ان هذه اللائحة الاخيرة تضم ستة اعضاء في التيار الوطني. وتنطبق هذه الحالة على مناطق عديدة متنوعة الانتماءات. وسيطر التوافق بين الحليفين السياسيين الشيعيين حركة امل وحزب الله (قوى 8 آذار الممثلة بالاقلية) في بلديات الضاحية الجنوبية حيث معقل حزب الله. كما تسجل انتخابات هادئة الى حد بعيد في مناطق الشوف وعاليه حيث يتمتع النائب الدرزي وليد جنبلاط بالنفوذ الاساسي، باستثناء بلدة دير القمر المسيحية التي تشهد معركة بين لائحة مدعومة من رئيس بلديتها السابق والنائب الحالي دوري شمعون (اكثرية) واخرى مدعومة من جنبلاط الذي اعلن الصيف الماضي خروجه من قوى 14 آذار الى موقع وسطي. وتفيد محطات التلفزة المختلفة ان الاقبال على الانتخابات ضعيف نسبيا لا سيما في المناطق التي تشهد لوائح توافقية. وفتحت صناديق الاقتراع الساعة السابعة (4,00 ت غ) في محافظة جبل لبنان، وتقفل الساعة 19,00 (16,00 ت غ). ويبلغ عدد المرشحين الى المجالس البلدية التي تضم 3528 مقعدا في جبل لبنان، 7507 مرشحا بينهم 466 امرأة، وعدد المرشحين لمنصب مختار 1669 مرشحا بينهم 41 امرأة. وابدى وزير الداخلية اسفه لقلة عدد النساء المرشحات. وكان بارود اقترح مشروعا اصلاحيا لتعديل القانون الانتخابي يلحظ "كوتا" نسائية، لكن لم يتم اقرار المشروع في المجلس النيابي. وصرح رئيس الجمهورية بعد ادلائه بصوته في بلدته عمشيت القريبة من جبيل، ان "الانتخابات البلدية انمائية بالدرجة الأولى وقد تدخل عليها بعض السياسة". وشدد في حديث للصحافيين لدى تفقده سير العمل في وزارة الداخلية التي تشرف على العملية الانتخابية، على ضرورة اقرار الاصلاحات في اي قانون انتخابي مقبل، وبينها الكوتا النسائية والاوراق المطبوعة سلفا وتطبيق النسبية وغيرها... ويتم الانتخاب اليوم على اساس نظام الغالبية البسيطة واللائحة المفتوحة، بمعنى ان الفائزين هم الذين ينالون العدد الاكبر من الاصوات الى اي لائحة انتموا. ويشارك عشرون الف عنصر امني في تأمين العملية الانتخابية. وجرت اخر انتخابات بلدية في لبنان عام 2004. سيدة لبنانية ترفع اصبعاً مصبوغة بالحبر بعد الإدلاء بصوتها في الانتخابات البلدية في مدينة عالية شرقي بيروت(أ ب) أم لبنانية تدلي بصوتها في الانتخابات البلدية في بعبدا شرق بيروت(الأوروبية)