أضحى "وادي حنيفة" " متنفساً لجذب العديد من الأسر والسائحين من مناطق المملكة ودول الخليج، حيث تجد حوله التجمعات في أي موقع يطل عليه، بدايةً من حافة "طويق" التي تمثل الحدود الشمالية للوادي، مخترقاَ الجزء الأوسط من "هضبة نجد" إلى "الحاير" جنوبالرياض على مسافة تزيد عن 80 كيلومتراً. وتواجدت "الرياض" في متنزه "سد العلب"؛ وهو من المتنزهات الخمسة التي تأهلت وتحسنت ضمن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، حيث يقع السد شمال "الدرعية التاريخية" بمسافة 8 كيلومترات، أعلى وادي حنيفة وجنوب طريق "العمارية"، حيث تجمعت مياه السيول في السد بعد هطول الأمطار؛ لتكون بحيرة طبيعية. ويعتبر "سد العلب" من السدود المهمة المنفذة في وادي حنيفة، حيث تتجمع فيه المياه المتدفقة من شعيب "الحيسية" و"العمارية"، جانب من الألعاب الترفيهية في المتنزه وقد اشتملت أعمال التأهيل في متنزه السد على إقامة ممرات للمشاة بطول 5.5 كيلومترات، وجلسات للمتنزهين تشمل 93 جلسة، ومواقف للسيارات على جوانب الطريق تسع 200 سيارة، إلى جانب إقامة رصيف للمشاة بطول 2 كيلومتر مزود بالإنارة، وكذلك تنفيذ دورتي مياه. وتقول "أم سلطان" زائرة للمتنزه، إن الحدائق والمتنزهات المفتوحة أصبحت تمثل متنفساً للأسر، يلجؤون إليها أثناء خروجهم من منازلهم لغرض الترفيه، مضيفة متنزه سد العلب جميل جداً، لكن ما يعيبه هو عدم وجود سياج بين المتنزه وشارع الإسفلت، ما يمثل خطراً على الأطفال نتيجة لإمكانية تعرضهم إلى حوادث مرورية. وتقول "أم قيس" سورية الجنسية، إنها دائماً ما تضع مع زوجها جدولاً خاصاً لممارسة الرياضة، وعندما ينشغل هو بأعباء العمل تأتي هي إلى هنا مع إحدى صديقاتها، مطالبة بتطبيق فكرة الأنابيب البخارية؛ التي تنشر بخار الماء لترطيب الطقس، حيث الحاجة الملحة لها في فصل الصيف. وتؤكد "غادة الحميد" طالبة جامعية، أن الشريط الأخضر الممتد بمحاذاة الوادي يعتبر فكرة مبتكرة، وأحالت مناطق مهجورة ومظلمة إلى واحة خضراء؛ تضج بالحيوية والحركة، مطالبة بتشييد حاجز بين تلك الحدائق و"الجروف" والمزارع التي تفصل بينها وبين الوادي، لتوفير السلامة والأمان للأطفال، إلى جانب توفير سياج على ممر وادي العلب من الأعلى خوفاً من سقوط الأطفال.. ويوضح "أبو سلطان" أن تنفيذ تلك المتنزهات يعد من الإنجازات المحسوبة لأمانة منطقة الرياض والتي جعلت من متنزه سد العلب أنموذجاً للشارع المثالي الذي يحلم به المواطنون في كل حي، لكنه يرى أن عدم وجود مرافق خدمية مثل "أكشاك المشروبات" من أبرز السلبيات التي تواجه الراغبين في التنزّه حيث يستغل بعض الباعة المتجولين ذلك في زيادة أسعار معروضاتهم!. وتقول "أم راكان"، إن قرب الحديقة من المنزل يجعل من المتنزه الخيار الأفضل لطفليها بدلاً من التوجه إلى أماكن يتطلب الوصول إليها وسيلة نقل، وبالتالي مواجهة مشكلة طول المسافة التي تستغرقها للوصول إلى الأماكن الترفيهية، مضيفة في الشتاء لا يوجد ما هو أجمل من الحدائق، حيث التقي ببعض الصديقات بعيداً عن علاقات العمل، إضافة إلى أني كسبت علاقات جديدة من خلال ارتيادي المتكرر للحديقة، وتبادل الحديث مع العديد من الأمهات بينما يلعب أطفالنا سوياً. سيدتان تمارسان رياضة المشي على طريق المتنزه