أكد مفتش التعداد السكاني بحي العزيزية في المدينةالمنورة الأستاذ عوض بن مناور الجابري ل"الرياض" أن غرفة العلميات لم ترصد أو تتعاطى مع أي حالات ممانعة تعيق حصر المواطنين والمقيمين لافتا إلى الدور الكبير الذي بذلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في خلق التوعية والجدية في التعامل مع فريق التعداد مشيرا إلى الانطباعات الجيدة التي يخرج بها العدادون بعد كل زيارة للأسر التي باتت تدرك أهمية هذا المشروع الوطني ودوره في دفع عملية البناء والتطوير والتقدم في شتى مناحي الحياة جاء ذلك خلال زيارة "الرياض" لمركز التجمع الميداني غربي المدينة حيث رصدت جوانب هامة لعمل المفتشين والمراقبين ورافقت العدادين في زياراتهم للمنازل والتقائهم المستهدفين وأكد العداد سعود بن غازي الحربي أن تجاوب الأسر معه وزملائه في القطاع فاق المتوقع، وأن عملهم لا يخلو من الطرافة لاسيما من قبل كبار السن الذين يركزون الاهتمام على زيادة الضمان الاجتماعي والحديث عن حاجة أبنائهم إلى الوظائف بعد أن انتهى بهم المطاف إلى البطالة وأصبحوا يزاحمونهم في المنزل إضافة إلى دورهم في هدر الوقت الثمين للموظف بالإلحاح على تناول القهوة والشاي والإصرار على تناول وجبة العشاء وصعوبة الخروج من عند البعض لاسيما من يعيشون على هامش الحياة دون ترابط أسري يجعل العداد فرصة سانحة لاقتطاع جزء من الوقت بالسؤال عن الشخص وقبيلته وأصوله وأصهاره ومسكن أسرته ومرتبه مشيرا إلى أن أحد المسنين قال له: لن أجيب عن جميع الأسئلة حتى تعدني بزيارتي غدا!! وناشد العداد سعود الأسر الرفق بالعاملين في عملية الحصر واختصار الوقت وتجهيز إجابات الأسئلة التي أضحت معروفة مسبقا من خلال وسائل الإعلام المختلفة من جهته قال المراقب حمزة حجاب المغذوي إن مهمته حصر وترقيم المباني وتوزيع العمل على العدادين، وأن لديه 6 عدادين يقوم بمراجعة بياناتهم يوميا والتأكد منها أو معاودة زيارة نفس الأسر لاستيضاح معلومة أو تذليل مهام العداد ولفت المغذوي إلى جملة من الصعوبات التي صادفت ترقيم المباني خلال الفترة الماضية ومنها هطول الأمطار بغزارة وممانعة بعض أصحاب المنازل من كتابة الأرقام على الرخام أو إلصاق الملصقات الرقمية وهدر الوقت في إيضاح أهداف المشروع الوطني وأهمية التجاوب مع العاملين فيه لأن فترة الترقيم لم تواكبها الحملة الإعلامية الحالية وقد رافقت "الرياض" العدادين خالد الصاعدي وسعود الحربي في حصرهم وعدهم للمواطنين والمقيمين حيث لمست مدى الثقافة لدى المواطن والمقيم واستعدادهما التام على حد سواء للإجابة عن الأسئلة الموجهة لهم وقال المواطن حامد حتيرش الجابري إنه استقى معلوماته حول فائدة التعداد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وقراءته للصحف المحلية وأن هذا المشروع سينعكس أثره إيجابا على التخطيط المستقبلي ومعرفة احتياجات جميع مناطق المملكة لتوجيه بوصلة التنمية باتجاهها مشيرا في ذات السياق إلى أنه يتعجب أحيانا من مدى جدية أو فائدة بعض الأسئلة المدونة في الاستمارة كعدد أجهزة التلفزيون مثلا أو بقية الأجهزة الكهربائية أو التقنية أما المقيمان محمد إبراهيم، وهشام فوزي "مصريا الجنسية" فقد أكدا على أهمية التعاون مع موظف التعداد لخدمة البلد وأن العاملين في المملكة سيستفيدون من نتائج التعداد في التأكيد على مدى الحاجة لهم في الأعمال الضرورية كالبناء والتشييد مثلا والتي يعزف الشاب السعودي عن العمل فيها وقال فوزي عن ثقافة التعداد في مصر تختلف عنها في المملكة لأن المواطن هناك يحاول قدر الإمكان عدم التعاطي مع موظف التعداد خشية ارتباطه بمصلحة الضرائب!! أما المقيم رشيد عبدالرحمن "فلبيني الجنسية" فقد واجه صعوبة في إعطاء بياناته للعداد لعدم معرفته المفردات العربية البسيطة مما اضطر العداد البحث عن مترجم من جنسيته وكانت المفارقة أنه كان يعتقد بأن العداد يعمل في إدارة الجوازات، وأنه لأول مرة يسمع بعملية التعداد السكاني.