وراء القضبان وخلف الأبواب المغلقة قلوب تئن وعيون تدمع حسرات وندماً. ذكريات الذل والتشرد وقصص الخوف والرعب في مستنقعات المخدرات. ذكريات الأهل والأقران. وخلف الظنون تسأل الضحية نفسها عن عواقب اتباع أقران السوء.. وعقوق الوالدين.. كم من روح تقول رب ارحمني.. فاعتبروا يا أولي الألباب.. سلسلة حوارات صحفية .. من وراء القضبان تنقلها لكم صفحة الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمن وقعوا في دائرة الضياع وعالم المخدرات.وكان هذا الحوار .. *كيف بدأت المشكلة؟ بسبب مشاكل أسرتي وعانيت منها لأبحث عن بديل واتجهت لأصدقاء لم أتوقع يوما من الأيام أن اختارهم أو حتى اجلس معهم ولكن لجأت إليهم في بداية الأمر للهروب من مشاكلي وكانوا من أبناء حارتي عرفت من خلالهم المخدرات وتعاطيها ثم ترويجها حتى تفاقمت المشكلة. *كم مدة تعاطيك ؟ أربعة عشر عاما *ما هي المادة التي كنت تتعاطاها ؟ طبعا البداية كانت الكبتاجون ومن ثم الحشيش * هل كان لديك مشاكل أسرية قبل تعاطيك ؟ نعم فما كان يحصل بين والدي ووالدتي من خلافات رغم انفصالهما عن بعض منذ أن كان عمري ثماني سنوات إلا أن ابتعادهما كان له الأثر الأكبر فأحيانا أكون تحت تعسف والدي وانتظر رحمة أمي والشوق إليها حتى أصبحت شخصاً غير مرغوب فيه بمنزل والدي لأبحث عن من يحتويني فتارة عند والدتي وتارة مع الأصدقاء الذين معهم سرت للهاوية كما ترى. * هل لك أشقاء سلكوا طريقك ؟ لدي أخوه من والدي ولكن غير منحرفين ولا تربطني بهم علاقة تواصل قوية. * ألم يسبق لك الزواج ؟ عرضت علي والدتي فكرت الزواج قبل سنوات إلاّ إنني كنت مشغولا في وهم التعاطي ومخاطر الترويج . * هل لنا معرفة مدة محكوميتك ؟ عشرون عاما. * كم مضى منها؟ - سنة وشهرين. *خلال هذه الفترة هل قام أحد بزيارتك من الأهل والأصدقاء؟ والدتي فقط. * وأصدقاء التعاطي ألم يكن منهم صديق حميم؟ - ما أكثر الأخوان حين تعدهم ولكنهم بالنائبات قليل وقد تبين بالدليل القاطع أنهم أعداء وليسوا أصدقاء ولكن بعد ماذا!! وكيف تجعل من عدوك صديق حميم حتى انتظر زيارته ووقوفه بجانبي. * هل مررت بمواقف صعبة أثناء التعاطي؟ مآسٍ وليست مواقف فهناك من (شلة) التعاطي من أدخل المصحة النفسية بعد أن وصل لمرحلة يرثى لها ومن أصعب المواقف المتكررة وعانيت منها كثيرا ما يحدث في مجتمع المروجين عند بيع المخدرات أو شرائها وهو إطلاق النار والمضايقة بالعرض والتهديد بالسلاح وكنت من شدة الخوف أغير مكاني باليوم أكثر من مره. * ماذا الاستمرار في هذا الطريق المهدد لحياتك؟ - أولا كان هروب من الواقع حتى وصلت لدرجة الاعتماد على المخدرات وسانده الترويج لتأمين التعاطي وتحسين الدخل. * ماذا جنيت؟ عشرون عاما خلف القضبان لا رفيق لي إلاّ الندم والحسرة وضياع مستقبلي. *ما هي محطة الندم في حياتك ؟ كانت لدي ثلاث محطات قسوة والدي وانفصاله عن والدتي واتجاهي للمخدرات التي عرفت نهايتي معها. * السجن إصلاح وتأهيل هل أنت مع هذه المقولة ؟ ربما وإن شاء الله يكون لي إصلاح وتأهيل وفيه تعلمت تنظيم الوقت وأداء الصلاة في أوقاتها وهي إن شاء الله بوادر خير واتجاه لله ومحاسبة للنفس. *هل هناك برامج استفدت منها داخل السجن؟ الدورات المهنية مع الحاسب وبدأت بحفظ القرآن. *هناك من يلجأ لحفظ القرآن لتخفيف العقوبة ؟ هو من شروط تخفيف الحكم وأنا أن شاء الله عازم النية على انه يكون عبادة واستفادة والله لا يحرمنا أجره وشفاعته. * هواجسك الأكثر التي تنتظرك بعد خروجك؟ إسعاد والدتي وإصلاح نفسي مع عائلتي والمقربون لي والبحث عن زوجة بعد الخمسين (قالها مبتسما). *ولكن قد تتزوج قبل الخمسين ؟ - وكيف ذلك. * هناك الكثير من النزلاء من أقدم على الزواج داخل السجن وسهلت لهم إدارة السجن ذلك ؟ ممكن ولكن لا اعتقد أن كانت قضاياهم تعاطياً وترويجاً. *كيف استعدادك للخروج ؟ - اسألني هذا السؤال بعد 6840 يوما من الآن. وكل هذه المدة تفكير بالإجابة. لا هي ضريبة التعاطي والترويج. *وبعد انقضاء هذه المدة ماذا تتوقع عن تقبل المجتمع لك ؟ - إن الله يقبل التوبة من عبادة فكيف بالمجتمع وخصوصا المقربين فهم أكثر الناس نصحا لي واعتقد سيكون تقبلهم لي دافعا لتقبل الآخرين.