إن للموت هيبة عظيمة تهز أرجاء القلب وتبعث فيه الخوف والرجاء وأثراً كبيراً في النفس، ولا يكون هذا الأثر إلا بقدر مايكون للفقيد من مكانة في القلب وحضور بين الناس ، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى منذ شهر أن يغيب الموت أخي الأكبر الحبيب ذا الابتسامة الدائمة . وبكل إيمان ورضاء بقدر الله ودعنا أخي خالد..ودعنا مَنْ تحن الروح لرؤيته وتشتاق ولم يتبادر في ذهني مطلقا أن إمساكي لقلمي سيكون في يوم من الأيام لنعي أخي ولم أتخيل أن ادخل مغسلة الأموات لاقف أمام أخي لأودعه وهو مكفن وقد علت محياه ابتسامة صافية، وعيناي تذرفان الدمع وقلبي يدعو له بالثبات . كان رحمه الله محبا للناس ، لطيف المعشر ودوداً للصغير قبل الكبير ..محبا للخير لم يتردد في مساعدة الآخرين حتى من لم يعرفه. وما احتشد المسجد بالجموع من الناس من مختلف الجنسيات والفئات للصلاة عليه ووداعه في المقبرة وتوافد المعزين طوال أيام العزاء إلا دليل محبتهم الصادقة لشخصه رحمه الله, ولا أقول في هذا المقام الجلل إلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاة ولده إبراهيم: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون». أبي أمي اصبرا واحتسبا الأجر و ادعوا له بالمغفرة ولزوجته وأبنائه بالصبر والسلوان وان يخلفه الله عليهم بصلاحهم . اللهم اغفر له ,وارحمه ,وعافه واعف عنه, وأكرم نزله ,ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ,ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.