حين تستعرض بالريموت كنترول ما يحمله الفضاء من قنوات تلفزيونية ترى العجب العجاب، محطات كثيرة لا هوية لها وأكثر منها خاصة بالغناء والرقص والفيديو كليب وأخرى قنوات متخصصة بالأفلام العربية يبدو أنها تأخذ من بعضها فما يعرض في قناة ما تجده معروضاً بعد أيام قليلة في قناة أخرى. وهناك المحطات الظاهرة والملفتة للنظر وهي المحطات ذات الطابع الديني وهي التي تشغل حيزاً كبيراً من متابعة عدد من المشاهدين وغالبية تلك القنوات ذات الطابع الديني تعتمد في مواردها على الشريط أسفل الشاشة وغالباً ما يكون لوصفات طبية أو شعبية أو حتى اجابات وحلول لمشاكل زوجية وحياتية وغالباً ما تجد فيها برامج لتفسير الأحلام بمعنى «بتاع كله». والحقيقة أن معظم هذه القنوات والتي تأخذ الطابع الديني منحى لها فيها من التجاوزات والهفوات الشيء الكثير ذلك لأنها تلامس الحياة اليومية للإنسان من خلال البرامج التي تبثها تلك القنوات كالفتاوى وتفسير الأحلام والتداوي بالأعشاب وهي برامج غالباً ما تكون من غير متخصصين حقيقيين وهنا تكمن المشكلة إذ أن الإنسان البسيط غالباً ما يبحث عن ما يريده من خلال هذه القنوات وهي في الحقيقة تحتال عليه وتسلب ما في جيبه تحت غطاء الدين. وفي الحقيقة حتى الخطاب الإعلامي لغالبية تلك القنوات الدينية غالباً ما يأتي مفخخاً ومتطرفاً وإذا كنا نشتكي من قنوات تثير النعرات القبلية وتحث على القبلية فإن معظم تلك القنوات الدينية تثير النعراث الطائفية وتدعو للتطرف والتكفير وفيها أيضاً من المبالغات والمغالطات الشيء الكثير وهذا برأيي أمر في غاية الخطورة لأن في ذلك الفكر تدمير لعقول مجتمعات وشعوب الأمر الذي قد يعود على الوطن بالعنف والتطرف والإرهاب ولعل ما جاءت عن بعض تلك القنوات الأيام الماضية من أطروحات هدم الكعبة وزيارة القدس دليل على أن بعض تلك القنوات تحتاج إلى وقفة مصارحة من المعنيين ومحاسبة من يظهرون على الشاسات ويتعمدون إثارة الشارع أو المجتمع من خلال طرحهم لمواضيع خطيرة لا تعود للمجتمع إلا بالأذى. ومن يتابع ما يكتب بالشريط الإخباري لأية من هذه القنوات سيقرأ العجب ويرى من الأمور الخطيرة والمخيفة الشيء الكثير. وهذه القنوات هي بكل تأكيد بحاجة إلى إعادة نظر لأن من يشاهدها كثير وخطرها أكبر بكثير من تلك القنوات التي تبث الأغاني الهابطة لأن مشاهديها قليلون وتأثيرها وإن كان كبيراً إلا أنه محدود.