* بما أن كتابك "الحلم في القصة القصيرة السعودية" يرصد ظاهرة الحلم القصصي، هل تم رصد تباين بين توظيف المرأة القاصة عن الرجل القاص؟ وهل هناك سمات أو ملامح للحلم القصصي في القصة القصيرة؟ لم أرصد في كتابي الفرقَ بين توظيف المرأة القاصة للحلم وتوظيف الرجل, وهذا راجعٌ إلى تشعب موضوع الحلم وكثرةِ القضايا التي رأيتني مشغولة بمعالجتها. وقد أتيتُ على جوانب في موضوع الحلم لم يسبقني إليها أحدٌ من قبل حسب علمي. ومن المتعذرِ في موضوع حساسٍ وصعبٍ ومعقدٍ كالحلم الإحاطة بكافةِ أطرافه في بحثٍ واحد. وهناك سماتٌ تميزُ الأحلامَ القصصية في القصة السعودية القصيرة مثل: تحاشيها موضوعاتٍ بعينها كالأفكار الوجودية أو العبثية أو الجنس إلا ما ندر, نظراً إلى نفور مجتمعنا منها. ومقابل ذلك يبرز الجانبُ الديني بوضوح في التعاملِ مع الأحلام, حيث تحيط الشخصياتُ الأحلامَ بالدعاء أو بالاستعاذة أو بقراءة القرآن. كما أن الأحلام كثيراً ما تُوظف في معالجة قضايا المرأة التي يتحسس المجتمع من طرقها بجرأة. وقد بدت الإفادة من الأساطير في بناء الأحلام القصصية قليلة, وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى نهوض الأساطير على فكر وثني يحول دون استثمار رمزيتها, وربما أيضا إلى محدودية اطلاع بعض كتابنا على الأساطير. ومما لاحظته نزوع الأحلام الاستشرافية في القصة القصيرة السعودية إلى التوقعات والنبوءات السيئة. كما أن الأحلام التحذيرية قليلة, ومعظم الأحلام انصرفت للكشف عن صراعات الشخصيات.