أكد صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن تحلية المياه في المملكة تعد خياراً استراتيجياً لا غنى عنه لتوفير مياه الشرب، باعتبار أن المملكة تنتج أكثر من 5 ملايين متر مكعب في اليوم وهو ما يمثل 18% من الإنتاج العالمي. وأوضح سموه في كلمته التي ألقاها أمس في افتتاحية البرنامج العلمي لمؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية المنعقد في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية أولت الأهمية الأولى لبحوث تقنيات المياه والطاقة في المملكة. وأشار سموه إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قامت وبالتعاون مع شركة آي بي إم (الشريك التقني) بالعمل على تطوير تقنيات النانو المتقدمة في مجال تقنيات تحلية المياه والطاقة الشمسية، وذلك من خلال فريق بحثي مشترك، حيث نتج عن هذا التعاون تقنيات متطورة تعمل على خفض تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية وتحلية المياه بشكل كبير، حيث تم إنتاج خلايا شمسية عالية التركيز، وإنتاج أغشية النانو لتحلية المياه. واستعرض سموه في ورقة عمل قدمها للمؤتمر تفاصيل المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية تحت رعاية خادم الحرمين حفظه الله، مشيراً إلى أنها ستتم على ثلاث مراحل في مدة زمنية تبلغ تسع سنوات، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ ثلاثين ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات مدينة الخفجي من مياه الشرب وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميغاوات وأغشية التناضح العكسي وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ التنفيذ العملي لهذه المرحلة منذ فترة قريبة. وأضاف: إن المرحلة الثانية تستهدف بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج ثلاث مئة ألف متر مكعب يومياً، يستغرق تنفيذها ثلاث سنوات، بينما سيتم خلال المرحلة الثالثة بمشيئة الله بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لكافة مناطق المملكة. وبين سمو نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عملت على هذا المشروع الوطني بالتعاون والتنسيق مع وزارة المالية ووزارة المياه والكهرباء ووزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج. وتناول سموه أهداف المبادرة التي تتمثل في تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية بتكلفة منخفضة للمساهمة في الأمن المائي ودعم الاقتصاد الوطني، التطبيق العملي لتقنيات النانو المتقدمة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية وأغشية تحلية المياه، بناء القدرات الوطنية المتخصصة في مجال الطاقة الشمسية وتحلية المياه، بناء صناعة متقدمة تتفق مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وتطوير الحلول التقنية الصديقة للبيئة. وأوضح ان التقنيات المستخدمة في المبادرة وهي التحلية عن طريق أغشية التناضح العكسي المطورة باستخدام الطاقة الشمسية ستسهم بمشيئة الله في خفض تكلفة المتر المكعب للمياه إلى الربع. وكشف سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود عن أن مشاريع المبادرة الوطنية لتحلية المياه المالحة سوف يتم تنفيذها من خلال تجمع صناعي في المملكة يسوق المنتجات على مستوى العالم وهو ما يخدم ويعزز من توجهات الاستراتيجية الوطنية للصناعة، حيث تملك المدينة الحقوق ويتم ترخيصها للآخرين وسوف يتم بمشيئة الله تسويقها خارج المملكة.