فشلت محاولات الأب المتكررة في إقناع ابنه المحاسب بالإقلاع عن لعب القمار الذي جعله يستدين من أي شخص يلقاه ، حتى لو كان مارا به بالصدفة ، مما أساء إلى سمعته ، حتى أن أساليبه الطريفة والمبتكرة في الاستدانه جعلت سيرته مضغة فى أفواه الجيران. ولم يلق الشاب بالاً بكل ما يدور حوله فقد كان واقعا تحت تأثير إدمان القمار وحفاظا على سمعة العائلة كان الأب يضطر إلى تسديد ديون ابنه ناصحا كل من يقرضه بالتوقف عن ذلك. وكان المحاسب الشاب يمر بأزمة مالية عنيفة ضمن سلسلة الأزمات التي باتت تلازمه فألح على صديقه لإقراضه 100 جنيه وأقسم له أنه سيعيدها بعد عدة أيام عندما يتقاضى راتبه وبالضغط والالحاح الشديد نجح فى انتزاع المال من صديقه وطار بها إلى الشقة التي يلعب فيها القمار وكله أمل ان يعوض خسائره ممنيا النفس أن الحظ سيحالفه هذه المرة بعد طول عبوس لكنه خسرها على المائدة الخضراء كالعادة . وبعد أيام جاءه صديقه يطلب ماله وذكره بالعهد الذي قطعه على نفسه لكنه أخذ يتهرب ، ويطلب مهلة وراء أخرى حتى ضاق صديقه ذرعا بهذا التسويف ، وأطبق عليه فى بيته ، رافضا أن يغادره قبل الحصول على حقه فنشبت مشاجرة بينهما ضربه خلالها المقامر بقطعة حديد على رأسه فسقط صريعا فى الحال وحمل المتهم جثة القتيل ، وألقاها بجوار شريط السكة الحديد بالاسكندرية ، ظنا منه أنه سيكون بعيدا عن الشبهات ، فلم يشهد الواقعة سوى والده ، الذي لن يتقدم بالشهادة ضده لكن الأب كان خارج هذه الحسابات ، ورفض أن يتستر على الجريمة ، ووقف فى ساحة العداله يعلن كلمة الحق ، ثم توجه إلى ابنه قائلا بعينين دامعتين : "لأطهرك يا بني من المعاصي فإذا أفلت من عقاب الدنيا ، فلن تفلت من عقاب الاخرة" ، فعاقبته المحكمة بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات ، بتهمة ضرب أفضى إلى الموت وصدر الحكم أمس " الأحد" بقرار المستشار إسماعيل عطية رئيس محكمة جنايات الإسكندرية .