سوء الطرق، ومخالفة قواعد المرور، وقلة الوعي..مثلث الموت؛ الذي تقع بين "أضلاعه الثلاثة" أسباب كوارث وحوادث المركبات، حيث تصدّر المواطنون فيها النسبة الأكبر والمرتبة الأولى عالمياً من ضحايا حوادث المرور. وعند ذلك "الثلاثي" تتجدد حوادث الموت التي حصدت مئات الآلاف من المواطنين، وبحسب تقرير صدر في مارس 2009 عن الإدارة العامة للمرور شهدت المملكة (4.3%) ملايين حادث مروري خلال ال19 عاما الماضية، كما أورد التقرير الكثير من الحقائق المفزعة منها أن (85%) من حوادث السير في المملكة تعود إلى أخطاء بشرية؛ نتيجة لارتكاب إحدى المخالفات المرورية؛ في حين يخرج (7%) من متضرري حوادث المرور من المستشفيات بإعاقات دائمة كالشلل الرباعي أو النصفي. استبيان "الرياض" وأظهر الاستبيان الذي أجرته "الرياض" عبر موقعها الالكتروني حول التقيد بأنظمة المرور داخل وخارج المملكة؛ وشمل فئات عمرية وتعليمية ونوعية مختلفة؛ نتائج متباينة وعكست تعليقات المستطلعين آراء مختلفة بحسب مستوياتهم وفئاتهم، في حين انخفضت نسبة الفئات العمرية للمستطلعين بين ما دون العشرين عاماً إلى أعلى من الخمسين؛ كمدى يسمح باستيفاء أهم الفئات العمرية الفاعلة في المجتمع. وكانت الأسئلة الخمسة كافية لتباين الآراء حولها؛ في الاستبيان الذي شمل حوالي 542 مستطلعاً، وهو عدد كانت غالبية الفئة العمرية فيه بين ال 20 30 عاماً، فيما كانت النسبة التي جاءت بمطلق غالبية المستطلعين (55%) هي فئة التعليم الجامعي وكان عددها حوالي 304 مستطلعاً. 58% غير ملتزمين خارجياً وحول سؤال "هل تعتقد بأن المواطن السعودي ملتزم بالقوانين والأنظمة المرورية في خارج المملكة ؟" أجابت الفئة الأكبر في مجموع المستطلعين بنعم؛ بنسبة (58%)، فيما توزعت الفئات الأخرى بين لا ؛ ولا أدري. وبالرغم من أن الاستبيان أحرز غالبية في نتيجتين تراوحت بين (55%) و (58%) إلا أن هذه الأغلبية تحولت في نتيجتين إلى أغلبية ذات بنسبة (71%)، فيما جاءت مرة واحدة بنسبة أقل من نصف المستطلعين (45%)، وهذه مؤشرات تدل على تعدد في وجهات النظر، ويمكننا أن نقول إنها أيضا وجهة غالبية الذكور؛ إذ شمل الاستبيان 38 مستطلعة من فئة الإناث و523 من الذكور أي بنسبة (7%) من الإناث في مقابل (9%) من الذكور. وفي السؤال الثاني"هل تعتقد بأن قائد المركبة في المملكة ملتزم بالقوانين والأنظمة المرورية ؟" كانت الغالبية المطلقة (71%) تعكس رأياً سلبياً؛ إذ أجابت تلك الأغلبية ب(لا) فيما جاءت الإجابة ب(نعم) لحوالي (8%) من مجموع المستطلعين. المواطنون الأكثر مخالفة أما السؤال الثالث "برأيك من الأكثر ارتكاباً للمخالفات المرورية من بين هؤلاء" وشملت كلمة (هؤلاء) المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى العمالة الأجنبية، فكانت الغالبية التي جاءت بنسبة (71%) متفقة على أن السعوديين هم الفئة الأكثر ارتكاباً للمخالفات بين تلك الفئات. وفي السؤال الأخير من الاستبيان الذي استطلع فئة الغالبية التي أجابت ب(لا)، على سؤال "هل تعتقد بأن قائد المركبة في المملكة ملتزم بالقوانين والأنظمة المرورية ؟" ولكن في دائرة أكثر ضيقاً تتساءل عن الأسباب التي أدت إلى عدم التزام قائد المركبة في السعودية بالقوانين والأنظمة، نجد أن الأسباب تتعدد بحسب آراء المستطلعين؛ لكن (45%) منهم يعزو ذلك إلى عدم الجدية في تطبيق بعض القوانين المرورية. تعليقات القراء وأرجعت "عبير العسيري" أسباب عدم التزام قائد المركبة بالقوانين والأنظمة المرورية في المملكة، إلى عدم تطبيق المخالفات المرورية على جميع فئات الشعب. وعلق "د. عبدالله الجار الله" من الرياض على الأسباب ذاتها بأن أنظمة المرور قديمة ولا يتم تحديثها بين الحين والآخر. في حين يرجع "حمزة الكيادي" الأسباب إلى تخاذل رجل المرور في فرض النظام؛ ومحاسبة المخطىء. ويقترح أحد المشاركين أن يكون هناك كاميرات ذكية لرصد المخالفات؛ من دون تدخل رجل المرور؛ و تكون الكاميرات عند كل إشارة ضوئية، وفي الطرق السريعة لتسجل ذاتياً مرتكب المخالفة، وستكون هذه الطريقة أقوى حجة لأنها ستصور وتسجل بالتاريخ والساعة والدقيقة والثانية. ولوحظ في الاستبيان عدم وجود آراء كثيرة للمرأة، كما أن هناك غياباً شبه تام للمقيمين.