أعلنت الشركة السعودية للكهرباء عن موعد تشغيل محطة التوليد العاشرة بالرياض في أواخر الشهر الحالي بتشغيل 16 وحدة توليد بقدرة 894 ميغاوات من أصل 32 وحدة تعتزم الشركة تشغيلها بالتدريج، بعد أن كان مقرراً لها الانطلاق في العام المقبل بشكل كامل، وذلك ضمن مساعي الشركة الحثيثة للتغلب على الأزمات الصيفية المتكررة سنويا ومواجهة الأحمال المتوقعة وانقطاع الخدمة عن المشتركين. المهندس علي البراك وقال المهندس علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء وأكد البراك أن الشركة ستحد من الانقاطاعات بشكل كبير هذا العام، مشددا على انقطاعات صيف العام المنصرم لم تكن بسبب نقص التوليد وإنما لبعض الامور الفنية ولزيادة النمو في بعض المدن حيث تجاوز في بعض المناطق 13%، مبينا أن حوالي 13000 ميغاوات ستدخل الخدمة هذا العام والعام المقبل، معتبرا هذه الكمية الجديدة بالكافية لتغطية حاجة ست دول من الخدمة الكهربائية، حيث يتجاوز الطلب الكهربائي في المملكة كل النسب المعقولة وسط إهدار كبير من المستهلكين لا تنفع معه حملات الترشيد التي تقدمها الشركة والجهات الحكومية مضيفا :"حملات الترشيد جيدة ولكن مع أسعار رخيصة لن تأتي بنتيجة". وقال البراك إن رخص التعرفة الكهربائية خاصة لدى القطاع التجاري سبب رئيس في الهدر الكهربائي، وهو مايشكل عبئا كبيرا على الشركة، مبينا ان جزءاً من المشاريع المقبلة ستقوم الشركة بتمويل جزء من المشاريع فيما سيتولى القطاع الخاص تنفيذ مشاريع أخرى وسط دعم حكومي متوقع لتغطية الطلب المتزايد. وأكد البراك أن مشروع تغيير الجهد في المنازل الى 220 فولت أمر بالغ الصعوبة في الأحياء المأهولة في الوقت الراهن ويحتاج لموافقة الجهات التشريعية، موضحا أن الشركة ستشرع في المقام الأول بتزويد الأحياء الجديدة بهذا الجهد وذلك كطريق للتخلص التدريجي من الجهد 110 فولت. المهندس الطحيني يقدم شرحا عن المشروع خلال الجولة وأضاف البراك أن إيجاد قنوات تمويل جديدة لإنشاء المحطات الكهربائية يعتبر تحديا كبيرا يواجه الشركة خلال السنوات المقبلة، معتبرا أن تمويل المشاريع الجديدة يحتاج لجذب الاستثمارات الخاصة لتغطية الحاجة السريعة من النمو على الطلب الكهربائي في المملكة والتي تتتجاوز 8% سنويا. وأكد البراك أن الشركة غيرت استراتيجياتها في العام 2007م، وبدأت مرحلة جديدة بعد أن زادت نسب النمو بشكل كبير وغير مسبوقة في أي بلد بالعالم، خاصة مع الطفرة الحكومية في بناء المرافق الخدمية من جامعات ومدارس ومستشفيات ومشاريع مياه وصرف صحي، مضيفا:" راجعنا الخطط بالكامل، ودرسنا الاحتياجات الفعلية في المملكة لمدة عشر سنوات مقبلة، وبعد أن رأينا سرعة النمو العالية عجلنا في تنفيذ بعض المشاريع لمدة عام على الأقل، كما اعتمدنا توسعة وبناء محطات جديدة لإضافة الآلاف من الميغاوات التي تحتاجها المملكة سنويا، لذلك نحن دائما في سباق مع الزمن لمتابعة المشاريع القائمة من جهة وللبحث عن قنوات تمويل للمشاريع الجديدة من جهة أخرى". وأتى حديث البراك من داخل المحطة العاشرة بالرياض، حيث وجهت "السعودية للكهرباء" ممثلة بالشؤون الاعلامية بالشركة الدعوة للاعلاميين لزيارة المحطة والتي ستدخل حيز التشغيل بعد أشهر قليلة بعد أن كان من المخطط لها أن تدخل الخدمة في العام المقبل، ورافق البراك في الجولة عبدالسلام اليمني نائب الرئيس للشؤون العامة وعدد من كبار المسؤولين والمهندسين المشرفين على المشروع. وأبان المهندس البراك أن الشركة تعتزم تنفيذ محطة جديدة في الرياض للإنتاج المستقل عبر القطاع الخاص وسيتم توقيع عقودها خلال الأشهر المقبلة ، وستمتلك الشركة 50% من الكحطة التي ستبلغ كلفتها 10 مليارات ريال، موضحا في ذات الوقت أن المشاريع التي ستدخل التشغيل هذا العام ستحل أغلب المشاكل التي واجهتها الشركة في الصيف الماضي باعتمادها لبرامج مشاركة القطاع الخاص والتزامها بشراء إنتاج المستثمرين لمدة عشرين عاماِ مقبلة حيث بلغ اجمالي هذه الاستثمارات 25 مليار ريال. البراك والزملاء الاعلاميون مع المهندسين القائمين على المشروع بعد ذلك قدم المهندس طارق الطحيني مدير المشاريع في المنطقتين الوسطى والشرقية شرحا عن محطة التوليد العاشرة بالرياض والتي تجاوزت كلفتها 10 مليارات ريال وتبلغ قدرتها الاجمالية 1788 ميجاوات عند 50 درجة مئوية، وستدخل أربع وحدات من المحطة حيز التشغيل الشهر الحالي لتتوالى تشغيل الوحدات حتى منتصف العام المقبل. ويشغل المشروع مساحة 5 ملايين متر مربع على طريق الرياض – الخرج واستهلك أكثر من 270 ألف متر مكعب من الخرسانة و 28000 طن من الحديد و 176 محولاً كهربائياً، ويحتوي على 6 خزانات للوقود سعة كل منها 50 ألف متر مكعب وخزانين لاستقبال الوقود غير المعالج و 4 خزانات للديزل، كما حظيت كافة مراحل المشروع بأقصى الدرجات الفنية القياسية العالمية. جانب من المؤتمر الصحفي المقام على هامش الزيارة صورة داخلية للمحطة مشروع المحطة العاشرة