التخطيط أساس نجاح كل عمل صغيراً كان أم كبيراً، والتخطيط لبناء الدول والمجتمعات يعد ركيزة التطور والتحديث، وما تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال وضع خطط التنمية الإستراتيجية الخمسية تعد أهم عوامل التطور والبناء، وإن كان يؤخذ عليها ما يؤخذ على جميع خطط وبرامج التنمية في العالم، من قصور في بعض وسائل التنفيذ، والمتابعة، إلا أنها تعد برنامجاً واضحاً ومحدداً لمسيرة الدولة فيما تتضمنه من غايات وأهداف تشمل جميع نواحي التنمية في الدولة والمجتمع. وهنا نشير إلى خطة التنمية الثامنة التي انتهت هذا العام الذي خُصص الفصل السابع عشر من فصولها الأربعة والثلاثين للمرأة السعودية، تحت عنوان (المرأة والتنمية)، ويُعنى هذا الفصل بالوضع التعليمي، والصحي، والتشغيلي للمرأة، مولياً اهتماماً كبيراً بتمكين المرأة من العمل والمشاركة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما ظهر ذلك في الأهداف الرئيسة لخطة التنمية الثامنة في مجال المرأة، حيث ارتكزت الخطة على واحد وعشرين أساساً استراتيجياً، جاء الأساس الثاني للعناية بالمرأة ونصه: (الاهتمام بشؤون المرأة، وتطوير قدراتها، وإزالة المعوقات أمام مشاركتها في النشاطات التنموية في إطار ما تقضي به القيم والتعاليم الإسلامية)، واشتمل على جميع جوانب واهتمامات المرأة السعودية. والمأمول في الخطة الخمسية القادمة أن تسير وفق هذا الاتجاه وتزيد من اهتمامها بشؤون المرأة السعودية، لأهمية هذا الجانب من جوانب الحياة في مجتمعنا، الذي مازال بحاجة إلى المزيد من العناية والتطوير. كما نهيب بواضعي الخطة أن يحددوا الآليات بشكل أكثر وضوحاً والجهات المعنية بتنفيذها، وتحديد الجهات الحكومية التي تقوم بأعمال التقييم والتقويم لأهداف خطة التنمية الخمسية القادمة، فالمرأة في مجتمعنا مازالت بحاجة إلى كثير من التوعية والتطوير وتفعيل دورها في بناء مجتمعها. كما أن وجود هذه الأهداف في خطط التنمية الخمسية يُعد مرجعاً ومستنداً للفاعلين في مجال توعية المرأة بحقوقها ودورها في بناء ذاتها ومجتمعها، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية تعد الشريعة الإسلامية مرتكز الحكم وأساسه، ومرجع كل الأحكام والقرارات الصادرة في كل شأن من شؤون الدولة والمجتمع. * أكاديمية تربوية