** قلت قبل هذه المرة.. ** إن أبرز إنجازات قمة (سِرت الليبية) هو إقرار مبدأ عقد قمة ثقافية.. تجاوباً مع جهود رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل.. وإلحاحه على أهمية الالتفات لهذا الجانب بصورة جادة.. ** وأقول اليوم.. **إن الأمير خالد الفيصل لم ينتظر حتى تنعقد هذه القمة على المستوى العربي.. بل أخذ يطرق أبواب دول العالم الكبرى ومؤسساته الثقافية والعلمية.. ** ومن تابع لقاءاته واجتماعاته وحواراته في كل من باريس ولندن وواشنطن.. يدرك أن (الأمير) يدرك أن الهم الثقافي جزء من اجتثاث إنسان العالم.. وبعض من مكوناته.. وان الكثير من الفيروسات والأمراض البكتيرية.. قد انتشرت في دم إنسان العصر.. وأن الخطر لم يعد منحصراً في تسميم الدم العربي.. وإنما أصبح موجوداً داخل عروق شعوب الأرض كلها.. ** وأن جميع المشاكل والتوترات والأزمات التي يشهدها هذا الإنسان.. سواء كانت اقتصادية.. أو أمنية.. أو اجتماعية .. أو سياسية.. إنما هي بسبب تلوث فكر الأمم.. وتشوه جيناتها الثقافية .. وانحراف مكوناتها وبناها التربوية والتعليمية.. ** ذهب الأمير خالد الفيصل إلى باريس.. واختار هناك (منظمة اليونسكو) وعقد بينها وبين منطقة مكةالمكرمة ، وكذلك مؤسسة الفكر العربي شراكة كاملة تساهم في معالجة حالة التردي الثقافية لدى إنسان العصر وتسببها في الكثير من الأعراض والأمراض القاتلة والمعيقة لتقدمه ونماء مجتمعاته.. ** كما ذهب الأمير إلى لندن .. ووضعت يد سموه ويد مؤسسة الفكر العربي في يد ( ولي عهد بريطانيا ومؤسسة رسم ورعاية) لنفس الأهداف وذات الأغراض السابقة أيضاً.. ** وسوف يواصل جهوده إعلانا للحرب على الجهالة والتخلف والانحرافات الفكرية.. وذلك بهدف انتشال إنسان العصر من حالة السقوط والانهيار التي يحياها بعد فترة من انهيار بالحضارة المادية المخطوفة بعيداً عن القيم والثوابت والأخلاقيات وقريبا من الاتباعية والتقليد ومن التفكير الآلي والميكانيكي المجرد من الإبداع.. والخلق .. والابتكار.. والاستغلال الأمثل لما وهبه الله له من طاقات هائلة مخبوءة.. ** ولذلك فإنني لن أستغرب ابداً.. ان تقوم هيئة الأممالمتحدة بالدعوة قريباً إلى قمة ثقافية عالمية تجاوباً مع هذه الرؤية الحضارية والإنسانية البعيدة المدى.. وان تخرج بميثاق عالمي.. لمواجهة الظواهر.. والأعراض.. والأمراض التي تهدد أمن الإنسان.. وسلامة تفكيره.. وتدمير بناه الأساسية.. قبل ان تتحرك الجامعة العربية بالسرعة المطلوبة للإعداد المحكم لهذه القمة وانجازها في أقرب وقت ممكن.. وبالكفاءة وبالعمق المطلوبين.. للتصدي لمشاكل (بنيوية) أساسية تنخر في كيان الدول والشعوب وتؤثر في مستقبل أجيالها.. وتهددها بالعقم.. والتحلل الكامل أيضاً.. ** نحن إذا.. ** أمام توجه جديد .. هدفه اجتثاث مشاكل العالم واستئصالها من العمق.. بدل التعامل مع نتائجها.. ** ونحن إذا.. أمام عمل تاريخي يتجاوز حدود المنطقة والإقليم إلى كل مكان في هذا العالم.. ** ولذلك فإن السؤال هو : ** كيف يجب أن تكون بداية هذا النمط من التفكير البنيوي.. من ها هنا .. من بلدنا.. من المملكة العربية السعودية..؟ ** وكيف تكون معالجة المشكلة الثقافية.. منطلقاً إلى تحقيق الإصلاح الشامل.. إلى تحقيق التنمية الكلية.. إلى صناعة المستقبل الأفضل لبلد هو خير البلدان.. ولشعب أراد الله له أن يكون القائد لسواه.. ولأمة اقرأ.. ولأجيال تخلت عن القيام بأدوارها.. وعجزت عن التماسك أمام معطيات العصر لهشاشة (بنيانها) .. وقد حان الوقت الآن لكي تستأنف تلك الأدوار وتضطلع بما أوكل إليها من مهام.. ضمير مستتر: ** [ لا قيمة لأمة .. لا تعرف من تكون.. حتى تصبح كما ينبغي أن تكون ]