قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وشقيقه راوول لا يريدان تطبيع العلاقات بين هافانا وواشنطن لان ذلك "سيفقدهما اعذارهما" لتبرير الركود الاقتصادي في البلاد وتفرض الولاياتالمتحدة منذ عقود حظرا على المبادلات التجارية مع النظام الشيوعي الحاكم في كوبا، غير ان الرئيس باراك اوباما عرض عند دخوله البيت الابيض العام الماضي تحسين العلاقات بين البلدين اذا ما حسن الرئيس راوول كاسترو وضع حقوق الانسان في كوبا. واتهمت كلينتون القيادة الكوبية باحباط محاولات واشنطن لتحسين العلاقات بين البلدين وقالت ردا على طالب خلال زيارة الى جامعة لويزفيل بولاية كنتاكي (شرق) انه بالرغم من المحاولات التي قامت بها ادارة اوباما "لتعزيز التعاون"، فان راوول وفيدل كاسترو "لا يريدان انهاء الحظر ولا يريدان تطبيع علاقات بلادهما مع الولاياتالمتحدة لانهما سيخسران عندها اعذارهما لتبرير ما جرى في كوبا خلال السنوات الخمسين الاخيرة" ورأت ان "هذا مؤسف للغاية لانه ينبغي اتاحة فرصة للانتقال" الى الديموقراطية في كوبا. واضافت "يجب ان يكون لشعب كوبا قادة منتخبون ديموقراطيا وان تتاح له فرصة لرسم مستقبله بنفسه. لكن للاسف، لست ارى ان هذا يحصل طالما ان الشقيقين كاسترو مستمران في السلطة". وتسلم راوول كاسترو رسميا مهام السلطة عام 2008 بعد تدهور صحة شقيقه الاكبر فيدل الذي بلغ الثالثة والثمانين من العمر ولا يزال يحتفظ بنفوذ كبير. وقالت كلينتون ان "كثيرين، في العالم، يرون الان ما نراه نحن منذ زمن طويل: نظام متصلب جدا ومعزول خنق فرص الكوبيين". وفي 23 فبراير توفي السجين السياسي اورلاندو ثاباتا (42 عاما) في المستشفى بعد اضراب عن الطعام استمر 85 يوما احتجاجا على ظروف الاعتقال في السجون الكوبية وينفذ منشقان كوبيان آخران هما الصحافي على الانترنت غييرمو فارينياس والطبيب دارسي فيرير حاليا اضرابا عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهما. وتنفي كوبا وجود معتقلين سياسيين لديها وتقول ان هؤلاء السجناء هم مرتزقة يعملون لحساب الولاياتالمتحدة، غير ان اللجنة الكوبية لحقوق الانسان، وهي مجموعة محظورة غير ان السلطات الكوبية تغض النظر عن نشاطاتها، تقدر عدد المعتقلين السياسيين في كوبا بحوالى مئتين. واعلن راوول كاسترو في الرابع منابريل انه لن يرضخ لمطالب المنشقين، متهما الولاياتالمتحدة واوروبا ب"ابتزاز" كوبا وشن "حرب دعائية غير مسبوقة" عليها بدعم من "وسائل اعلام غربية كبرى".