يواصل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نشر ثقافة الحوار داخل المجتمعات النسائية عبر برنامج المدرب المعتمد، حيث يتم تدريب مدربات معتمدات ويقمن بدورهن في أماكن عملهن وفي محيطهن الشخصي. وفي جنوب المملكة بمنطقة نجران أنهت مؤخرا ثلاث وثلاثون متدربة تدريبهن؛ وأصبحن مدربات معتمدات لنشر ثقافة الحوار في المنطقة وبدأن عملهن بالفعل ومنهن من بدأت بمهمة نشر هذه الثقافة منذ وقت بعيد وقامت بصقل مهارتها بالتدريب العملي مع المركز نحو انجاز أكثر فعالية في منطقة بأمس الحاجة لثقافة الحوار. نحتاج الحوار وتقول المشرفة التربوية بإدارة الإشراف التربوي بنجران الأستاذة خيرية محمد بن صالح آل ماكر:"نحن نحتاج أن نعرف كيف نتحاور فيما بيننا وكيف ننقل وجهة نظرنا للشخص الآخر، ولذلك نحن بحاجة لنشر ثقافة الحوار في منطقة نجران مثل أي منطقة أخرى داخل المملكة، وقد نكون هنا باحتياج أكثر لاختلاف العناصرالموجودة داخل نجران، لأن كثيراً ممن يعيشون فيها ليسوا من نجران، وقد اعتمدت في تطبيقي لدورة نشر الحوار على تكثيف البرنامج داخل المنشآت التعليمية وداخل المدارس وفي اجتماعات الحي، كما انني طبقت البرنامج في اجتماع لمجموعة عائلية أيضا، فنحن بحاجة الى تقبل فكرة الحوار وأن نستمع ونناقش ونتأدب بآداب الحوار، مشيرة إلى تجاوب المجتمع للفكرة بشكل كبير. لا شيء مستحيل وتقول المشرفة التربوية بإدارة التدريب التربوي والابتعاث بنجران الأستاذة عالية بنت علي بن زايد آل حارث: إن نشر ثقافة الحوار هام جداً في نجران من أجل إحداث تقارب وتقبل بين مختلف الأجناس داخل المنطقة؛ خاصة أن منطقة نجران لها خصوصية لأنها تجمع عدداً كبيراً من الاطياف الاجتماعية بها، اضافة الى تباين سكانها بين البدو والحضر، مشيرة إلى أن فكرة نشر ثقافة الحوار في المنطقة تبدو صعبة ولكن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني جعل منها ممكنة. وتركز الاستاذة عالية عند تطبيقها لبرنامج نشر ثقافة الحوار على فكرة تقبل الرأي الآخر وليس الإقناع، فالتقبل أهم شيء إعمالاً بمبدأ رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأيك صواب يحتمل الخطأ. وهي تقول أنها وجدت صعوبات في البداية تمثلت في عدم معرفة آداب الحوار ووجود من يفكر أن الاختلاف يستدعي بالضرورة الخلاف لكنها كما تقول:"كنت أعلمهم أننا يجب ان نبدأ حوارنا من نقاط الاتفاق ثم نقاط الاختلاف ولقد قمت بعمل دورات في بعض المدارس وفي إدارة التدريب وغالباً كانت في مدارس ثانوي أو متوسط للمعلمات ثم للطالبات، حيث وجدت أحياناً بعض الاعتراضات من قبل المعلمات على ضيق الوقت قياساً على المطلوب من التفاهم بين المعلمة والطالبة، الا أنهن مع التدريب والصبر إقتنعن أخيراً بجدوى الحوار وإيجابياته لهن ولطالباتهن، والحمد لله أستطيع أن أقول أن التجاوب كبير مع الفكرة هنا في نجران بين النساء". مجتمع واعي وترى المدربة المعتمدة ومديرة مجمع مدارس ثانوي ومتوسط بالمنطقة الاستاذة نورة بنت علي بن مهدي آل معمر أن جهودها يجب أن تركز على مدرستها والمدارس المحيطة بها، حيث انتهت من وضع خطتها الخاصة لنشر ثقافة الحوار بين طالبات المدرسة وفي علاقتهن بمعلماتهن وأسرهن وبعضهن البعض. وتقول إن مدينة نجران بها مثقفون وأناس يتقنون فن الحوار أكثر من مدن أخرى بالمملكة، إلا أن تعدد الثقافات يجعلها بحاجة أكثر من غيرها لتكثيف نشر ثقافة الحوار، والاستاة "نورة" تؤمن بأن لا يوجد شيء يتغير بسهولة لكن مع التدريب وكثرة الاجتماعات والاصرار والمثابرة سوف يحدث التغيير. 776 مدربة حوار يذكر ان مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يقدم عدداً من البرامج التدريبية تشمل برنامج "المدرب المعتمد لنشر ثقافة الحوار"، وبرنامج "الحوار الأسري" وبرنامج "الحوار الصفي". ويهدف برنامج المدرب المعتمد لإعداد مدربات معتمدات لنشر ثقافة الحوار والتدريب على مهارات الحوار، أساليبه واستراتيجيته وتحقيق أهدافه، وقد تم تغطية جميع مناطق المملكة ل 13 منطقة إدارية ومحافظتين بهذا البرنامج، وذلك من خلال مذكرة التفاهم التي تمت بين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ووزارة التربية والتعليم وكذلك بين المركز وبعض الجامعات والجهات الحكومية الأخرى، ويشمل البرنامج جانب نظري وجانب تطبيقي وقد بلغ عدد المدربات المعتمدات ما يفوق 776 مدربة على مستوى المملكة حتى الآن. ويقدم المركز في برنامج المستشار المعتمد للحوار الأسري والذي يعد مدربين ومدربات للحوار الأسري ثلاث حقائب تدريبية، الحقيبة الأولى عن الحوارالزوجي، وحقيبة الحوار مع أبنائنا، وحقيبة المحاور الناجح، وانطلق البرنامج بفعاليات مختلفة كان آخرها في معرض الكتاب في مدينة الرياض، وقد لاقى نجاحاً منقطع النظير من قبل فئات المجتمع وكان عدد الحضور كبير جداً، وسيقام لهذا العام للنساء بتاريخ 1/6/1431ه للمرة الثانية تحصل بموجبة المشاركة على شهادة مستشار معتمد للحوار الأسري وتم ترشيح من تنطبق عليهن الشروط المطلوبة. ثم يأتي برنامج الحوار الصفي وهو برنامج يحوي حقيبة تدريبية تعنى بحوار المعلم والطالب وقد انطلق البرنامج مصاحباً لفعاليات اللقاء الفكري الثامن في منطقة نجران.