أن تكون قادراً على حفظ وادخار المال بنجاح ، فهذه واحدة من أهم الأشياء التي تساعد الشخص على التخطيط لمستقبله المالي ، وعلى الرغم من أن توفير المال ليس دائما أمراً يسهل القيام به ، لكنه ليس من المستحيل في حال تم ترسيخ ثقافة الادخار بالمجتمع من خلال النهوض بالوعي المالي للأسرة والفرد. وواحدة من أكثر المشاكل التي تواجه العديد من السعوديين خصوصاً فئة الشباب هي كيفية توفير المال، في حين أن فكرة تخصيص جزء من الدخل الشهري تعتبر فكرة جذابة من الناحية النظرية ، لكن في واقع الأمر فإن معظم الناس يجدون صعوبة (إن لم يكن من المستحيل) لتطوير خطة ادخار مسؤولة، لكن الأمر يتطلب قدرا كبيرا من الالتزام والتضحية من أجل الوصول إلى الأهداف المالية الشخصية. الكثير من المحللين الماليين يتفقون على أن الادخار هو عملية مهمة تسبق بدء الاستثمار ، غير أن مستوى الوعي بأهمية الادخار داخل المجتمع السعودي لا يزال ضعيفاً بشكل كبير ، كما أن ثقافة الاستهلاك الترفي في المجتمع ترتكز على إنفاق المال على سلع كمالية وفي مناسبات غير ضرورية، وتكرس الإسراف، والتبذير بقصد التباهي وحب الظهور وتعويض نقص اجتماعي معين ، ما يستلزم ضرورة تشجيع الشباب على التفكير في المدخرات والاستثمارات في نفس الوقت وبذات الدرجة من الأهمية . لقد مارست الكثير من البنوك المحلية أخطاء كبيرة في الماضي ، حيال تشجيع المجتمع على الاقتراض ، الأمر الذي وضع الكثير من المجتمع في مشاكل مع الديون والأقساط المتراكمة ، بدلاً من تعليم الأشخاص كيفية الادخار والاستثمار وغرس هذه العادة في نفوس الشباب من الجنسيين. غير أن الأمر الإيجابي واللافت للنظر ، أننا بدأنا نشاهد في الوقت الراهن تغير في المشهد الاستثماري الذي تتعامل فيه بعض الشركات والمؤسسات المالية السعودية لجهة دورها تجاه تثقيف الشباب حول كيفية الاستقلال المالي وتعليمهم كيفية الادخار والاستثمار ، حيث نرى حملات قوية في الكثير من المجمعات التجارية لنشر ثقافة الادخار والاستثمار ، وهذه خطوة إيجابية نحو تزويد الأفراد بما يحتاجونه من المعلومات والمشورة بشأن كيفية القيام بالادخار.