في الخبر الأول أن سمو النائب الثاني يوجه بإنشاء اثنتي عشرة مكتبة بالجامعات الفلسطينية ، وذلك من موقع سموه كمشرف عام على اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني. وفي هذا المشروع الكبير إغاثة معرفية لا مثيل لها لهذا الشعب الذي يعرف قبل غيره أن المعرفة هي السلاح الأول في وجه عدو يسعى بكل الوسائل لإبادته وتجهيله . لكن الشعب الفلسطيني يستند على إرث عظيم من المعرفة هي التي حمته وستحمي هويته إلى أن يقيم دولته. ويأتي الدعم السعودي المتمثل في إنشاء هذا العدد من المكتبات كواحد من أرقى أوجه الدعم وأهمها ، ليس فقط لهذه الفترة القاتلة في تاريخ الفلسطينيين وانقساماتهم المخيفة في مواجهة حكومة إسرائيلية من أشد الحكومات تطرفا وعدائية لهذا الشعب . أما الخبر الثاني فهو محلي ولايقل أهمية بالنسبة لشعب المملكة عن أهمية الخبر الأول بالنسبة للفلسطينيين، وفيه أن أمير الرياض قد وجّه بفتح فروع لمكتبة الملك فهد الوطنية في العديد من مدن المملكة . أي مطر هذا الذي انتظرته مدننا منذ زمن . إنه المطر المعرفي الذي لا تتنفس مدينة بدونه ، ففي مدينة مثل باريس لا يخلو حي من مكتبة عامة تلتقي فيها كل سيول المعرفة وكل المتعطشين لها، وما أكثرهم في المدن التي تحترم إنسانها وتحميه من أمراض الجهل وعواقبه. هذان خبران جديران بالاحتفاء, ولعل الأهم من الخبرين هو محتوى هذه المكتبات، عسى أن يكون مطرا.