قال تقرير اقتصادي لشركة بيت الاستثمار العالمي «جلوبل»، ان قطاع الاتصالات السعودي ساهم بما نسبته 37.58 في المائة من إجمالي أرباح قطاع الاتصالات الخليجي، وذلك ببلوغ الأرباح المجمعة للشركات السعودية الثلاث المدرجة ضمن قطاع الاتصالات ما قيمته 2.87 مليار دولار. وأضاف في تقرير حصلت «الرياض» على نسخة منه أن الإيرادات المجمعة لشركات الاتصالات السعودية ارتفعت بنسبة 14 في المائة في العام 2009 نتيجة لارتفاع مبيعات العمليات الخارجية، الطلب المتزايد على خدمات الانترنت السريع وخدمات الهاتف النقال، حيث حققت شركات الاتصالات إيرادات اجمالية تقدر بحوالي 67 مليار ريال (17.9 مليار دولار) وذلك مقابل 58.8 مليار ريال في العام 2008. واستندت «جلوبل» في تقريرها على نشرة حديثة صادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي أكدت بلوغ عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة إلى 44.8 مليون مشترك بنهاية العام 2009 مقابل 36 مليون مشترك في العام السابق، كما تضاعف الطلب على خدمات النطاق العريض ليصل إلى 2.75 مليون مشترك، في حين بلغ إجمالي إيرادات العمليات الخارجية لشركات الاتصالات السعودية ما قيمته 14.5 مليار ريال في العام 2009 مقابل 9.5 مليارات ريال في العام 2008. ووفقاً لبيت الاستثمار العالمي فقد شهد العام 2009 تراجعا هامشيا في ربحية شركات قطاع الاتصالات الخليجي، حيث تراجعت الأرباح المجمعة للشركات العاملة في القطاع في السنة المالية 2009 بنسبة 1.86 في المائة، حيث بلغت 7.64 مليارات دولار في العام 2009 مقابل 7.79 مليارات دولار أمريكي في العام 2008. وتتضمن تلك الدراسة 11 شركة اتصالات مدرجة خليجيا، 3 منها في السعودية، 2 في الكويت، 2 في الامارات، 2 في قطر، 1 في عمان و1 في البحرين. ومن ضمن تلك الشركات التي خضعت للدراسة، لاحظ التقرير أن شركتين منها قد سجلتا تراجعا في ربحيتهما، في حين عمقت شركتان خسائرهما السنوية بنهاية العام 2009. من جهة أخرى، تمكنت 7 شركات من تحقيق نمو في أرباحها بنهاية العام. وفيما يتعلق بالأداء الفصلي، قال التقرير ان أرباح قطاع الاتصالات الخليجي تراجعت بنسبة 5.36 في المائة في الربع الرابع من العام 2009، مقارنة بالربع الثالث من العام 2009. في حين تحسنت أرباح الربح الرابع للعام 2009 بنسبة 38.8 في المائة مقابل نتائج الربع الرابع من العام 2008. (باستثناء شركة فودافون قطر، نظرا لعدم توافر نتائج فترة المقارنة). أما على صعيد الدول، فقد جاءت الامارات في المرتبة الثانية، حيث بلغت نسبة مساهمة شركتي الاتصالات الاماراتية إلى الأرباح المجمعة لشركات الاتصالات الخليجية ما نسبته 32.40 في المائة. هذا وقد سجلت شركة الامارات للاتصالات المتكاملة (دو) أعلى نسبة نمو في أرباحها السنوية مقارنة بالشركات المثيلة المتضمنة في هذه الدراسة. حيث قفزت أرباح الشركة بنسبة 6,304.56 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، نتيجة لزيادة عدد مستخدمي الهاتف النقال. وخلال العام، قامت دو بإضافة 1.01 مليون عميل ليبلغ بذلك إجمالي عدد المشتركين النشطين 3.47 ملايين مشترك بحسب الرئيس التنفيذي للشركة عثمان سلطان في سياق تعليقه على النتائج المالية للشركة خلال العام 2009. أما في الكويت، فقد أعلنت شركة زين عن تراجع أرباحها السنوية بنسبة 39.4 في المائة وصولا إلى 195 مليون دينار كويتي (675.20 مليون دولار أمريكي) مقابل 322 مليون دينار كويتي (1,117.25 مليون دولار أمريكي) في العام السابق. هذا وقد تراجعت ربحية السهم لتصل إلى 51 فلسا في العام 2009 مقابل 88 فلسا في العام 2008. وبالنسبة لنتائج الربع الرابع من العام 2009، فقد أعلنت زين عن تحقيق خسائر بقيمة 0.7 مليون دينار كويتي (2.4 مليون دولار أمريكي) مقارنة بتحقيق أرباح بقيمة 86.8 مليون دينار كويتي في العام السابق. في حين بلغت ايرادات الشركة خلال العام ما قيمته 2.32 مليار دينار كويتي، بنمو بلغت نسبته 15.7 في المائة مقارنة بالعام السابق. وفي سياق تعليقه على نتائج الشركة، ذكر أسعد البنوان رئيس مجلس إدارة مجموعة زين « أن السنة المالية الماضية كانت هي الأصعب على الإطلاق، وكان التحدي الأكبر متمثلا في التقلب الحاد في أسعار العملات، والذي كلف زين مبالغ مالية تقدر بحوالي 38 مليون دينار». حيث منيت زين بخسائر من عملياتها في أفريقيا خلال العام، والتي قامت الشركة ببيعها لاحقا في العام 2010. وقد وقعت زين اتفاقية نهائية لبيع أصولها في أفريقيا – باستثناء المغرب والسودان – في 30 مارس 2009، لشركة بهارتي ايرتل الهندية مقابل 10.7 مليار دولار أمريكي، محققة ربحا صافيا بقيمة 3.3 مليارات دولار أمريكي، والذي سوف يتم إدراجه ضمن قوائم الشركة المالية للربع الثاني من العام 2010. وبحسب التقرير فقد عمقت كل من شركة زين السعودية وفودافون قطر خسائرهما بنهاية العام 2009. حيث ارتفعت خسائر زين السعودية لتصل إلى 826.13 مليون دولار أمريكي في العام 2009، مقارنة بخسائر بلغت قيمتها 607.25 مليون دولار أمريكي في العام 2008. في حين تمكنت الشركة من تقليص خسائر الربع الرابع من العام 2009 بنسبة 29 في المائة لتصل إلى 657 مليون ريال سعودي (175.2 مليون دولار أمريكي) مقارنة بالعام السابق، وذلك نظرا لارتفاع عدد المشتركين وربحية باقات الخدمات المعلوماتية التي تقدمها الشركة. أما بالنسبة لشركة فودافون قطر، والتي كسرت بدخولها السوق القطري احتكار شركة كيوتل، فقد أعلنت عن تسجيل خسائر بقيمة 136 مليون دولار أمريكي ، خلال التسعة أشهر الأولى من العام 2009، مقابل خسائر بقيمة 10.96 ملايين دولار في الفترة المماثلة من العام السابق (تنتهي السنة المالية للشركة في 31 مارس، وتمتد فترة المقارنة ما بين 23 يونيو و31 ديسمبر 2008). وفي مارس 2010، منحت هيئة تنظيم الاتصالات القطرية شركة فودافون قطر رخصة الهاتف الثابتة الثانية عوضا عن إنشاء شركة جديدة خاصة بتشغيل الثابت يكون قوامها الأساسي مشكلا من تحالف فودافون مؤسسة قطر الذي أعلن فوزه بالرخصة الثانية للثابت في وقت سابق. حيث تم الإعلان في السابق أن شركة جديدة ستؤسس لغرض تشغيل الترخيص الثاني للخط الثابت، وتم الكشف عن مفاوضات بين التحالف الفائز وشركة الديار القطرية لتدخل كشريك بنسبة 35 في المائة، فيما يحتفظ التحالف الفائز بنسبة 50 في المائة، وتحصل مؤسسات حكومية تعينها الحكومة على نسبة 15 في المائة من الشركة.وأكد التقرير، أن شركات الاتصالات الخليجية كانت سخية في مشاركة أرباحها المحققة في العام 2009 مع مساهميها.