عن دار الساقي، صدر مؤخرا رواية بعنوان ( ليلة واحدة في دبي) لهاني نقشبندي، في سبع وستين ومئة صفحة من القطع المتوسط، والتي قدمها الكاتب بلغة عذبة سعى أن يقدم حبكتها بأسلوب مماثل لانسياب الجداول، وذلك عبر حديث النفس الذي جاء مزاوجا لحديث الحياة، بريشة رسام أراد من سرده الروائي أن يكون قادرا على رسم جداريات على جنبات الحياة، وأن يجعل من المعاني اليومية الملقاة على قارعة الطريق قصة يتجاذبها السمار، ويخالفون حولها، فالنقشبندي لم يجعل من سرده حكاية سهلة، عندما أرادها رواية من السهل الممتنع، عندما أشعل بين صفحاتها لغة أخرى من أحاديث فلسفة الحياة. الملفت للنظر اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، وعين الكاميرا التي ترصد الأماكن المختلفة في مدينة متغيرة كدبي، من شوارع وبنايات وأسواق، ومقاه، وشخصيات. وتناثرت في الأرجاء بقايا أشياء لا قيمة لها، قصاصات أوراق، رباطة شعر، مشبك غسيل، في طرف الغرفة رأت قصاصة تعرفها، إنها التي كتب فيها أفتاب عبارته التي ما نسيتها يوما ( اسمعي الصوت في داخلك) كانت القصاصة شبه ممزقة، وتحمل أثر حذاء داسها، التقطتها بابتهاج وهي تمسح أطرافها، وكانت قد وضعت القصاصة وسط أحد كتبها، ضاع الكتاب وسط زحمة الانتقال واعتقدت أن القصاصة ضاعت معه للأبد..