ثلاثة أسابيع مرت على فراقك ياجدي وعادت حياتي الى ما كانت عليه، لكنك مازلت معي لم تفارقني لحظة، فحين أذكر أني لن أراك مجددا في مواضع اعتدت أن ألقاك فيها منذ صغري أحس بغصة في قلبي.. فقد عشت معك في نفس المنزل، وكنت أول شخص أراه في المسجد، ودائماً أراك في المكتب، أرافقك في زياراتك واستقبالاتك للناس، أقضي معك عطلي الرسمية في كل عام. كنت نعم القدوة الحسنة، لن أنسى ما تعلمته منك ياجدي من وفاء وصبر وتواضع وحسن المعاملة. فقد كنت تحسن للصغير قبل الكبير، الضعيف قبل القوي، تكتم الغيظ وتصبر على الظلم. لم أرك في يوم تجزع من مصيبة، رأيتك تصبر وتحمدالله عليها. فقد كنت أرى فيك قول الله تعالى في كتابه الكريم "والكاظمين الغيض والعافين عن الناس" لم أرك يوماً تسيء لمن أساء إليك بل كنت دائماً تحسن الظن وتبادر بالعفو والسماح. أعطيت فأجزلت العطاء لم تكن لترد محتاجاً أو تنهر سائلاً حتى وان علمت بأنه غير محتاج فكنت تقول بأسلوبك العفوي النادر "أعطوه ما يخالف لا تخلونها في خاطره". أحبوك الناس على مختلف أطباعهم ومراكزهم وجنسياتهم. فيا ليتني ياجدي أصبح مثلك. شتد عليك البلاء ياجدي في آخر حياتك ولكننا كنا نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده ابتلاه، فأسأل الله تعالى أن يجعل ماعانيت منه طهوراً وتكفيرا.. رحلت ياجدي ولكنك لم ترحل عنا، ستبقى ذكراك ومحبتك في قلوبنا ما بقينا.. أسأل الله أن يبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك وزوجاً خيراً من زوجك.. الى رحمة الله ياجدي الحبيب.