تولي وزارة التربية والتعليم اهتماما بالغا فى تطوير كل مامن شأنه رفع عجلة التقدم التعليمي لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ويتضح ذلك جليا في كل مايقدم لهم وان كان الكمال ليس من سمات البشر –إلا أن الاعتراف بالحق فضيلة وجزء من الوصول إلى مانصبو إليه والمتتبع لحركة الدمج التي بدأت الوزارة ممثلة بمن يشعر بأهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع اقرأنهم العاديين يدرك أنه وبفضل الله تعالى بدأت تتضح معالم هذا النهج الذي نتمنى من كل قلوبنا ألا تبقى مدرسة أو مركز واحد مختصاً بذوي الاحتياجات الخاصة لسبب واضح مهم بالدرجة الأولى –وهو أنهم أطفال ينتمون لهذا المجتمع وجزء فعال فيه متى ماقدر لنا التعامل معهم بأمانة ومصداقية ولو تساءلنا عبر هذا المنبر ما الدافع لان نحتجزهم فى مراكز خاصة بهم ؟ونمنعهم إضافة إلى مالديهم من قصور فى جوانب معينة من الاندماج وتقليل اثر هذا القصور باحتكاكهم بإخوانهم الأسوياء خصوصا وأننا ندرك ما للسنوات الأولى في عمر الطفولة من أهمية كبرى قى التقليد والمحاكاة والنمذجة وانني أرى أنه من الأفضل بدلا من تهيئة أماكن هى بمثابة السجون لهم ان نوسع الدائرة ونهيىء لهم أماكن فى المدارس العادية سواء كان دمجا كاملا او جزئيا ونعمل جاهدين على توفير بيئة ملائمة لهم داخل المدارس العادية وذلك ضمانا لتفادي العديد من الانتكاسات لحالات هؤلاء الأطفال خصوصا ممن يكون لديهم عجز أو قصور بسيط فى جانب معين من جوانب شخصياتهم(توحد بسيط-تخلف عقلي بسيط-إعاقة حركية-وما شابه ذلك )وحتى الحالات الصعبة يجب ان تدمج فى المجتمع والمدرسة حق للجميع لايخفى ذلك على احد ولكن يجب ان نعمل على ان ونهيىء إلى ماهية الدمج ونسعى بكل طاقاتنا وإمكاناتنا لدمج الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية ونترك الحجج الواهية التي لا تستند على براهين فالسعي للمصلحة والهدف اكبر بكثير من المعوقات وسوف يكون ذا اثر ايجابي على الأسرة جراء دمج الطفل وكذلك الطفل نفسه والمجتمع ممثلا بالدولة التي يقل بكثير عبء رعاية طفل عادي عن ذوي احتياج خاص ولن نغفل جميعا كما أسلفت أهمية ان يدمج مع أطفال أسوياء فيحاول الطفل وبطبيعته التي خلقه الله عز وجل عليها ان يقلد هذا الطفل ويقلل أيضا من عزلته ولا يواجه مشاكل فى حال خروجه للمجتمع كما اننا كمجتمع يمثل (الجسد الواحد)ينبغي لنا أن نتعاون بكل مامن شأنه تقليل العبء النفسي والجسدي والمادي على أسرة ذوي احتياج خاص ونشر الوعي ! وأهمية الثقافة بالدمج والفوائد المرجوة منه وليس الموضوع بالأمر الهين فقد نحتاج الى سنوات من اجل الوصول الى نتائج ايجابية للدمج والمأمول منه ولكن خطوة الأللف ميل تبدأ بميل واحد وتتوالى الخطوات بإذن الله نحو مجتمع يسعى إلى الرقي بكل خدماته لمصلحة الفرد وتطويره ورقيه وما ذلك الا بالعمل الصادق مع ذوي الاحتياجات الخاصة وجعلهم أفرادا فاعلين فى مجتمعهم. وبما اننا نقلد الغرب بكل مايصدر منهم (وهذا مايغلب على السواد الأعظم فينا)فلنعلم ان جميع حالات الاحتياجات الخاصة مدموجة بالمدارس العادية مع اقرأنهم الأسوياء ويتلقون مايتلقونه من تعليم وتدريب .....الخ إلا أنهم يختلفون عنهم بالخطة الفردية المكثفة إضافة إلى تعليمهم معهم وقد أتت هذه الخطوة ثمارها ومن منطلق ديني بحت أرى اننا من يستحق العمل بها والسعي الدؤوب لتحقيقها بإذن الله عز وجل والأمل بالله ثم بمن يملك زمام الأمر في وزارة التربية والتعليم أعانهم الله وسدد خطاهم ووفقهم إلى مافيه رضاه عنهم ثم خدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا(الاحتياجات الخاصة). *أخصائية تربية خاصة وتوحّد