منذ زمن ليس بالبعيد بزغ نور الدمج حيث تم افتتاح فصول لذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية، وكانت هذه الخطوة الموفقة بصيص الأمل الذي يبصر به أولياء أمور هؤلاء الطلبة ويعتبرونه الطريق إلى مستقبل أبنائهم، والفكرة باختصار اختلاط الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة بالطالب العادي في نفس المدرسة ونفس الزي ونفس المنهج مع اختلاف المرحلة العمرية والعقلية حيث سيذهب كل طفل ذي احتياج خاص مع اخوته في طريق واحد وإلى مدرسة واحدة. ففكرة الدمج هي تكوين بيئة واحدة لجميع الطلبة وتهيئتها بما يتناسب مع الجميع، حيث يتمتع كل فرد في هذا المجتمع بحقوقه كاملة، وكانت حكومتنا الرشيدة وفقها الله سباقة لتهيئة الظروف والمناخ المناسبين لذوي الاحتياجات الخاصة من دعم كامل في التعليم والتوظيف والصحة والاهتمام بشؤونهم الخاصة وإلزام صاحب كل منشأة جديدة بالأخذ في الاعتبار احتياجات هذه الفئة.فهذه الخطوة المباركة «الدمج» لم تفرح أولياء الأمور فقط بل كل معلم ومعلمة درس في تخصيص التربية الخاصة حيث سيطبق عمليا ما درسه نظرياً. ولكن هل هذا كاف؟ هل تمت تهيئة مدارسنا لهذا الدمج ومراعاة احتياجاتهم من دورات مياه، وسلالم وأثاث مناسب؟ - هل تمت تهيئة إدارة المدرسة وتثقيفهم بأساليب وطرق تدريس هذه الفئة؟ - هل تمت تهيئة الاخصائيين الاجتماعيين للعمل الجاد مع هذه الفئة وتوجيه أولياء أمورهم باحتياجاتهم وطرق التعامل معهم؟ - هل تم توفير الكادر الوظيفي الكافي المؤهل «من معلم، اخصائي اجتماعي ونفسي ونطق وتواصل، ومستخدمين»؟ - هل تمت تهيئة معلمين ومعلمات التعليم العام لتقبل هذه الفئة والاستعداد للتعامل معهم ودمجهم مع الطلبة في بعض الأنشطة المناسبة واعتبارهم أطفالاً عاديين وأسوياء ولكن لهم احتياجات خاصة دون النظر اليهم بشفقة أو أنهم غير قادرين على التعامل مع أقرانهم؟ وهذه كلها ليست معوقات ولكن أمور تسترعي الانتباه لضمان النجاح وعلينا كمجتمع واحد القيام بدعم هذا الدمج وتشجيعه وتذليل كل العقبات في طريقة واظهار مدى ما توصلنا اليه من تطور ورقي في تعليم هذه الفئة، ولكي يتساوى في النهاية الجهود المشكورة التي بذلت بالنتائج التي تحققت. ٭معلمة تربية خاصة «فصول الدمج»