نعيش نحن أبناء جبال فيفاء في منطقة تخلو من الموارد المائية ونعتمد بعد الله على مياه الأمطار ونواجه عدة تحديات كبيرة من أهمها تأخر نزول المطر وعدم صلاحية المياه التي يتم جلبها من الأودية المجاورة للاستخدام الآدمي وارتفاع أعداد السكان في فيفاء نتيجة للنمو السكاني المتزايد والتنمية المتسارعة وزيادة معدلات استهلاك المياه عن السابق وهجرة ونزوح بعض المواطنين للمدن والمحافظات القريبة وترك مهنة الزراعة والتخلي عن تربية الحيوانات المنزلية ونضوب كثير من آبار المياه الجوفية التي كانت تمد بعض الأسر في فيفاء بالمياه العذبة وتلوث المياه في خزانات المياه وفي ظل ذلك يضطر أبناء فيفاء لشراء مياه التحلية المعبأة التي يشكل الاعتماد عليها عبئا ماليا كبيرا لا يستطيع أي مواطن تحمله. واليوم وجازان تحتفل باليوم العالمي للمياه الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ومعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين تحت شعار "مياه نظيفة من أجل عالم صحي". والمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان تخصص أسبوع كامل للاحتفال بهذه المناسبة فأننا أبناء فيفاء نتمنى أن تحيي المديرية هذه المناسبة بمتابعة متعهد سقيا فيفاء وزيادة كميات المياه وتفعيل هذا الأسبوع في سقيا أبناء فيفاء عوضا عن فقرات وفعاليات برنامج الاحتفال التي لا تروي عطشان. مشروع سقيا نسمع عنه، لكننا لا نشاهد إلا صهريج مياه 4 طن بعد أكثر من ستة اشهر بمياه غير صالحة للاستخدام الآدمي والبعض من أهالي فيفاء لم يشاهد ذلك الصهريج حتى اليوم. وفي ظل ذلك يضطر أبناء فيفاء إلى شراء صهاريج المياه بأسعار تتراوح ما بين 300 إلى 600 ريال حسب تأخر نزول الأمطار نحن في فيفاء لا نحتفل باليوم العالمي للمياه لأنه ليس لدينا مياه لا نظيفة ولا متسخة حتى مياه الآبار الغير صالحة للاستخدام الآدمي في الأودية المجاورة لفيفاء قد جفت بسبب ما تعانيه المنطقة من جفاف هذه الأيام. نعلم أن الحكومة بذلت جهودا كبيرة في سبيل استغلال كل قطرة مياه ممكنة لتوفير حياة كريمة لكل مواطن من خلال بناء السدود وتوفير مياه الشرب لكل مواطن وإقامة العديد من محطات التحلية لمياه البحر ونقل المياه وإيصالها لمناطق بعيدة عن البحر، بينما نحن أبناء جبال فيفاء نشعر بالعطش ومياه البحر المحلاة أمامنا ونعتمد على مياه الشرب المعبأة كخيار وحيد فرضته تضاريس الطبيعة الجبلية في فيفاء وتجاهل الجهات المعنية بالمياه التي تزيد النكاية بنا وتعمل على تنفيذ مشروع مياه فيفاء في غير فيفاء؟! لقد خلقت الحاجة الماسة للمياه الصالحة للشرب في فيفاء سوقا للمياه المحلاة المشبوهة حول جبال فيفاء وداخلها نجدها بجانب معظم المحلات التجارية مياه مجهولة المصدر سيئة التخزين تباع للمواطنين في عبوات بلاستيكية (جراكل) على أنها مياه تحلية!! واليوم يقوم سائقي الصهاريج بعد جفاف الآبار حول فيفاء بتعبئة مياه من وادي ضمد تتسبب في حساسية وأمراض جلدية خطيرة.. من يحمينا بل من يسقينا.