ساهم عدد من العقلاء وذوي الرأي في إخماد شرارة فتنة كادت أن تتطور إلى أكثر من الشجار والعراك بالأيدي عندما تدخل عدد من الحضور لمهرجان الجنادرية يوم الخميس الماضي بتوجيه النصح بلغة فيها شيء من الفضاضة والقسوة لأحد السيدات المشاهدات لعرض فلكلوري شعبي.. وطلب منها وممن حولها عدم التصوير و«الخجل» ومغادرة المكان بطريقة - فضة - رغم كونها في عمر والدته. الأحداث تتابعت.. بتجمع النساء حولها مما دفعه لتأكيد طلبه بالمغادرة - كل هذا وأولياء أمور تلك النسوة في المكان المخصص للرجال.. الذين حضروا بعد أن ازدادت حدة الصوت وتجمع الناس حولهن.. ليتفاقم الأمر أكثر سوءاً.. المشهد الشجاري تضاعف بعد أن رفض عدد من الشباب الحضور إيقاف تصويرهم للعروض الشعبية التي حضروا من أجلها وتدوينها بكاميراتهم - كما يقولون -. صورة الفوضى تداخلت بها الأطراف الثلاثة: الشباب والناصحون وأولياء أمور النسوة ليتحول الموقف إلى معركة بالأيدي والركل.. بدرجة كادت أن تتحول إلى مأساة مؤلمة لولا تدخل أهل الحكمة والرأي في التهدئة.. ومساهمة رجال النظام والأمن المتواجدين بالموقع الذين فكوا كل الاشتباكات وتمكنوا من فض الخلاف.. والتهدئة ووأد فتنة كادت ان تتطور لولا حكمة الحضور ورجال الأمن الذين سارعوا إلى تسوية المشكلة وتهدئة الجميع بشيء من الحكمة النافذة التي كانت محل تقدير الجميع. عدد من الحضور الذين وقفوا على أحداث المشكلة منذ بدايتها أكدوا ان مثل هذا السلوك تصرف غريب أزعج الكثير من الزوار مشيرين إلى ان طريقة النصح كانت حادة والألفاظ غير مقبولة، وظنوا أن الزوار الناصحين من رجال الهيئة إلا انه لا يوجد أي اثبات لهذا فلا يوجد بطاقات تعريفية أو أي إشارة لانتسابهم للهيئة اضافة إلى أنهم من صغار السن، فالقالب الشكلي ليس بسببا قاطعا للانتساب لجهة معينة مهما كانت هذه الجهة. تلك التصرفات غير المسؤولة تتعارض مع تطورات أساليب رجال الهيئة وأيضاً تعيق محاولات التقدم الذي تسير عليه البلاد ويخلق بلبلة داخل الأسرة الواحدة خاصة وأن النصح الواعي والايجابي في جهات أخرى من الجنادرية لرجال الهيئة لقي ترحيبا كثيرا من الأسر، واستجابة من الشباب على وجه الخصوص، وهنا يحتاج المجتمع لترسيخ مفهوم المناصحة أكثر بتلقيه من ذوي الاختصاص مباشرة فوجودهم يحد من الكثير من المشكلات، ولكن في المقابل يوجد البعض ممن ينسبون أنفسهم لهم بدون وجه حق مع صعوبة التأكد من هويتهم بالنظر المباشر. إنما حدث هو تدخل غير مشروع ومحاولة إفشال مشروع وطني يلتف حوله الجميع عبر عروض فنية تراثية يحترمها الكل ولم يمارس أي أحد من الحضور أي مخالفات أخلاقية ولكن من تدخلوا بعباراتهم الجافة وعنف تصرفهم هو ممارسة إفشال لما كان الناس فيه من بهجة فلا بد من محاسبة كردع مثل هذه التصرفات سواء مما حدث يوم الخميس أو سواء فيما يتعلق بالمستقبل.