هاجمت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض، معتبرة تصريحاته لصحيفة إسرائيلية "شخصية وليس لها مرجعية سياسية ووطنية". وقالت الجبهة في بيان صحافي "من لا يجرؤ على افتتاح دوار الشهيدة دلال المغربي وتكريم الأسرى بمنحهم أوسمتهم النضالية ومن يقوم بمطاردة واعتقال المقاومة لا يعول عليه في إعلان الدولة الفلسطينية". وشددت على أن إقامة الدولة "ما زالت مهمة نضالية وكفاحية جادة وشاقة تستوجب ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة وبناء إستراتيجية وقيادة وطنية موحدة". ونددت الجبهة الشعبية بتصريحات فياض لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، التي أعلن فيها نية الفلسطينيين إعلان الدولة الفلسطينية في شهر أغسطس/ آب 2011، وأمل أن يشارك الإسرائيليون في احتفالات الاستقلال، وهو ما يعتبره الفلسطينيون تنكراً لمعاناتهم خلال ما اصطلحوا على تسميته ب "النكبة الفلسطينية". وقالت الجبهة إن تصريحات فياض "تجاهلت الحقائق التاريخية ومست الثوابت الوطنية وفي مقدمتها عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المغتصبة طبقاً للقرار الأممي 194، وإطلاق سراح كافة الأسيرات والأسرى دون قيد أو شرط أو تمييز باعتبارهم أسرى حرب ومناضلين من أجل الحرية". وحذرت الجبهة من أن فياض الذي أسمته "رئيس حكومة تصريف الأعمال لسلطة الحكم الإداري الذاتي" "درج على إطلاق برامج وتصريحات سياسية تتصل بقضايا العمل الوطني الكبرى ولا تقوم على التوافق الوطني وليست من صلاحياته". ورأت أن هذه التصريحات "تساهم في كل الأحوال في إشاعة الأوهام الوردية لواقع يتصف بالجريمة والمرارة والألم والفظائع المتصاعدة بحق الأرض والوطن والإنسان الفلسطيني". وطالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيسها محمود عباس ب "تحمل مسؤوليتها والكف عن غيابها وصمتها وتقصيرها في التصدي للمهام المناطة بها وإيقاف هذه المهاترات والمس بثوابتنا الوطنية". ودعت أبناء الشعب الفلسطيني وكافة قواه السياسية والاجتماعية إلى "التعبير عن مواقفهم وفضح هذه الأضاليل والتصدي لهذه الادعاءات التي تزور التاريخ وتبرئ المحتل المغتصب من مسؤولياته السياسية والأخلاقية والحقوقية عن النكبة وما حل بالشعب الفلسطيني والشعوب العربية من جرائم وحشية وإجحاف تاريخي". الى ذلك، قال مسؤول اسرائيلي كبير أمس ردا على تصريحات فياض ان قيام الدولة الفلسطينية يجب ان يتم عبر التفاوض مع اسرائيل وليس عبر اعلان آحادي الجانب. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الاسرائيلي العنصري تساحي هانغبي في تصريح الى الاذاعة العامة الاسرائيلية ان "فياض يريد ان ترى دولة فلسطينية النور عام 2011 انطلاقا من حقيقة قائمة على الارض (...) الا ان احدا لا يستطيع ان يفرض ما يجب ان يكون ثمرة تفاوض مع اسرائيل". وتابع العنصري هانغبي الذي يعتبر من قادة حزب "كاديما" المعارض الذي تتزعمه وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني "على الحكومة الاسرائيلية ان تسهر بالتعاون مع الولاياتالمتحدة على الا تحصل مناورة من هذا النوع على شرعية دولية". وكان فياض اعلن في مقابلة مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية نشرت الجمعة ان الدولة الفلسطينية المرتقبة ستبصر النور بحلول آب/اغسطس 2011 من خلال "الوقائع على الارض". وقال فياض ان "ولادة الدولة الفلسطينية ستشكل يوم فرح لكل العالم (...) نقدر ان يولد هذا الطفل في 2011".